باتيستوتا(نجم صنع نفسه 3)... الفيل المكافح والضربات الرأسية

23 يوليو 2015
باتيستوتا في ريفير بليت (العربي الجديد)
+ الخط -
 لم يحب باتيستوتا أبداً إثارة المشاكل حيث كان يدرك دائما أن الفريق يأتي قبل الفرد، لذا حتى في أحلك أيامه، حينما كان لاعباً في ريفر بليت ووسط تجاهل الجهاز الفني له وعدم قناعتهم به، فإنه لم يسع وراء إثارة زوابع بدون داع.

ومن ضمن الأمور المثيرة للسخرية أن اللقب الوحيد الذي توج به باتيستوتا في الأرجنتين، كان مع ريفر بليت في موسم 89-90، حيث يقص زميله في الفريق، حينها، أنخل ديفيد كوميتسو، كواليس تلك الفترة قائلا: "في موسم 89-90 كان ميرلو هو مدرب ريفر وحينها جاء باتيستوتا، وفي 1990 يصل باساريلا ويجلسه على الدكة. ولكن على أية حال نحن كانت أمامنا بطولة وفزنا بها".

وكانت الروابط بين لاعبي فريق ريفر بليت قوية في تلك الفترة، واستمرت على مدار السنوات حيث أن الصلة بين عدد منهم لم تنقطع، وإن لم تكن عن طريق المقابلات فإنها تأتي عن طريق المراسلة، وهو الأمر الذي حافظ على وجود صلة بين باتيستوتا وكوميتسو.

ويتذكر كوميتسو مدى خفة الظل، التي كان باتيستوتا يتمتع بها، بقوله: "أتذكر أنه حينما توجنا باللقب فإنه كان يحتفل بطريقة سعيدة للغاية، لقد كان يحتفل بالعزف بيده على أوعية الطبخ الموجودة في مطبخ المعسكر كما لو كانت طبولاً، كان شابا للغاية وهذه من ضمن الأشياء التي لا يمكنني نسيانها".

وكعادة كرة القدم الأرجنتينية وحب اللاعبين والصحافة في إطلاق أسماء شهرة، فإن ما يخص باتيستوتا في تلك الفترة كان "الفيل"، كما يقول كوميتسو الذي يضيف مازحا: "لا يمكنني قول السبب الآن، من الأفضل أن تسألوه".

ويؤكد كوميتسو أنه خلال الفترة، التي عاشر فيها باتيستوتا في ريفر، اكتشف شيئا هاما، وهو أنه لا يحب الاستسلام أبدا، وسيكافح ليصل حيث يريد، إذ يضيف "رغبته في التقدم كانت رهيبة، لهذا وصل إلى حيث وصل في عالم الكرة".

تؤكد هذه الرواية أن جانباً كبيراً من قصة باتيستوتا يتعلق بالمجهود، ولكن إن كان هناك مجال للشك فإن كوميتسو يقدم شهادة أخرى عما كان يفعله "جابي" من أجل تطوير مهاراته وفنياته.

في المقابل، يضيف زميل باتيستوتا السابق: "بعد انتهاء التدريبات كان يبقى مع المسؤول عن العناية بالملعب، للتدرب على ضربات الرأس، لقد كان يسدد مائة رأسية بعد التدريبات حينما يرحل الجميع، ويتوجه بعدها لصالة الألعاب الرياضية، كان يرغب في تحسين نفسه لأفضل درجة، لذا فإن كل ما وصل إليه كان مستحقا".

وربما تكون النشأة المتواضعة والبسيطة لباتيستوتا وكوميتسو في ريكونكيستا سببا في صقل شخصيتهما، حيث يقول الأخير بخصوص هذا الأمر: "لقد كانت أياما جميلة، كنا نلعب في الشوارع التي كانت ترابية، كنا نلعب أمام المنازل، الآن لا يمكن القيام بهذا الأمر، لقد اقترب الحضر وأصبحت الشوارع أسفلتية".

اقرأ أيضاً:باتيستوتا (نجم صنع نفسه) 1...جسد ممتلئ وبدين..وغريفا المكتشف
باتيستوتا(نجم صنع نفسه 2)...لماذا لا نجلب البدين يا بييلسا؟
المساهمون