بابا نويل "المصري".. حزين ووحيد

03 يناير 2016
يستقبل العام الجديد بعيداً عن عائلته وأصدقائه(getty)
+ الخط -

في أحد مراكز التسوق الضخمة المنتشرة بالقاهرة، كان يجلس بابا نويل "المصري" بردائه الأحمر ولحيته البيضاء المميزة، على كرسي كبير محاط بأشجار الميلاد والهدايا المعلقة عليها.

كانت ابتسامته آسرة، أسرت قلوب الصغار والكبار، على حد سواء، فلم يتركوه إلا بعد أن التقط كل واحد صورة معه، بل زاد الأمر حميمية حين جلس الصغار واحداً تلو الآخر في "حجره" استعدادا لالتقاط صورة رأس السنة وأخذ هدية رمزية من "بابا نويل".

بابا نويل الذي قابلته في المركز التجاري قبل عشية رأس السنة الميلادية بيومين، لم يكن الوحيد، لكن مثله آخرين جلسوا الجلسة ذاتها بالرداء واللحية والابتسامة نفسها، في كل المراكز التجارية والفنادق الكبرى في القاهرة، على مدار ثلاثة أيام متتالية.

يحكي بابا نويل "المصري" كيف وصل به الحال ليصبح مبتسما بردائه الأحمر، مستسلما لـ"فلاشات" الكاميرا، مودعا أصدقاءه الذين لا يستطيع السهر معهم واستقبال العام الجديد بصحبتهم لأجل.."أكل عيش".

جملة لخصت أسطورة "بابا نويل المصري" الذي يسعد الجميع في تلك المناسبة بتفانيه في تقديم البهجة والهدايا خاصة للصغار، فـ"بابا نويل، ما هو إلا وظيفة، مضطر أشتغلها عشان الفلوس، ومش مبسوط بها".

وأكد "محمود"، الذي تحفظ على ذكر اسمه كاملا، وفضل أن نطلق عليه "بابا نويل المصري"، أن وظيفته "مملة وسخيفة"، موضحا: "أنا بشتغل في فرقة تنظيم حفلات وأعياد ميلاد، وبنلبس لبس عرايس عشان الأطفال، وكل تعاملنا مع الأطفال، ودي حاجة صعبة ومرهقة جدا، طول الوقت بأشيل أطفال وأرقص معاهم، وأسكتهم لما يعيّطوا وده بيحصل كتير".

ويكمل: "قبل راس السنة بفترة بتيجي أوتيلات وقرى سياحية ومولات وبيحجزوا عندنا، إنهم عاوزين حد يلبس لبس بابا نويل، ويقف قدام الأوتيل أو في المول، أو يرقص في حفلات راس السنة في القرى، وأنا حظي جه السنة دي أقف في المول هنا"، متابعا "طبعا البدل تقيلة جدا ومنفوخة، وهقعد 3 أيام لحد ليلة راس السنة، كل يوم 6 ساعات، أفضل قاعد على الكرسي مبتسم وأتصور مع الأطفال إللي بيقعدوا على رجلي وأديهم هدايا كمان، ودي حاجة مملة بس مضطر لها عشان أكل العيش".

ضيق محمود من رتابة "وظيفة بابا نويل" التي تأتي مرة واحدة في العام، لا يوازيها إلا ضيقه باستقبال عام جديد، بعيداً عن أصدقائه الذين اعتاد الاحتفال معهم بتلك المناسبة كل عام، قائلاً بحزن: "دي أول سنة أقضيها من غير أصحابي، كل سنة كنا بنحتفل سوا ونخرج ونتفسح ونتبسط، السنة دي بالنسبة لي أوحش سنة، هأقضيها لوحدي بلبس بابا نويل ده".
المساهمون