يَرشُقُ بوردةِ عمرهِ التّراب،
عيناهُ مستوردَتان،
رأيناه يقاتلُ ريحاً طويلة
وتشتدّ عليه نبرة السّفن
كاد يضيعُ وأنقذته الغابتان،
وكاد يموت، فمات هناك
وهنا، تتماثلُ للغيرةِ منه المياه!
هي النّار، صريعةُ هذا الرأس
والقلبُ قائدُ التأبينيّةِ
خذ دِرعك المختومة بأنفاس المحتضَرين
وغادِر ملايين صغارِ الخفافيش
خذ وقتاً للدّائرة
وقطعة نورٍ لمعشوقتك المجهولة.
فإذا أصابك وباء النّجوم
وتمدّدت على قبرك الأباطيلُ
وسرقت السّاحرة يدك من القبرِ،
سيهبط من رحمِ الضّحيّةِ توأمك،
ليهدِمك.
شاعرٌ بجوارب من خيوط العناكب
مسحولاً من بداياتِ العصورِ
إلى أقفالِ التّاريخِ
يسكُب قبلة على مِرفقِ الخادمة،
وتحلم به الغجريّات،
يقول لهم: اصنعوا سدّاً
كلّا، ابتعدوا
عن مروج البراءة
ويبذّرُ نقود العِبارة
في كازينوهاتِ السّخفِ اليوميّ
يعابثُ المرأة الميتة منذ دقائق،
والبحرُ يصغي
بموجاته المتعثّرة
لوطن يسكتُ ويتفاقم!
ليتك بخير..
لكنهم يشطبون أسماء الفائزين
أو يحشرونهم في مصحّ لغويّ
مجانين مجانين!
النّار تفقد توازُنَها
وتستيقظ الأبديّة
من نومها الفاتن
تترعرعُ طيورنا الحبيبة
في جنائن المأساة...
شاعرٌ بألف ظلّ
يقتادون ملابسه من المشرحة
إلى كوخه المائل،
إلى زوجته العنيدة،
ويقول لهم: حديقة خلفيّة لكلّ حانة،
حيث يُـدفَن الشّعراء،
ويقول: نهرٌ خلف الأنهار
لتسبح أسماكنا الورقيّة
فيرقُدون!
شاعرٌ بطيء الفهمِ
ترافقه الجنّياتُ إلى كفّيه
فيغلق بابَ المحبّةِ،
يجالسُ النبوءاتِ والحشراتِ
والأمطار القديمة
ويقرمش العذاب.
* شاعرة من الجزائر