بائع الخضار الصغير

لم يُمنَح هذا الطفل الوقت الكافي ليختار العمل الذي يريد ممارسته حين يكبر. اضطر إلى العمل قبل أوانه لإعالة أسرته. لم تحمه طفولته من الشقاء. مع ذلك، يبتسم. يبدو سعيداً، وقد صار كثيرون من أبناء هذا الحي الشعبي في بيروت يعرفون بائع الخضار الصغير هذا. يدرك أنه يصعب تغيير الواقع، فأراد أن يكون سعيداً به. هذه الخضار الملونة تجعله متفائلاً. قصص الناس التي يجمعها. النكات التي يتبادلها مع زبائنه. لن يتوقف عن الحلم. قد يختار مهنة أخرى في المستقبل. من يدري؟ ابتسامته كفيلة بتحقيق الكثير.
تجدر الإشارة إلى أن منظمة العمل الدولية أحصت 264 مليون طفل عامل في العالم، يعمل كثير منهم بدوام كامل ووسط ظروف بائسة غالباً. أكثر من نصفهم يعمل في بيئات خطيرة أو يعاني من الاستعباد وغيره من أشكال العمل الجبري. وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يوجد نحو 9.2 مليون طفل عامل، تحاصرهم ظروف الفقر وانتشار البطالة وتدني جودة التعليم، ما يؤدّي إلى تسربهم المبكر من المدرسة.