كأنهنّ خارجات للتوّ من لوحات لرسام انطباعي، هؤلاء النسوة السنغاليات المنتشرات على جانبَي الطريق بين مدينتَي داكار وتيواون، في صفوف طويلة تمتد أكثر من ثلاثين كيلومتراً. يعرضن الفواكه الطازجة للبيع، التي تطغى فيها المنجا على الأنواع، ولا عجب في ذلك لأنّ الأراضي المزروعة بالمنجا على طرفَي الطريق تمثل المساحات الأكبر، وتليها تلك المزروعة بالفول السوداني.
ما إن يخرج المرء من داكار حتى تطالعه البسطات النسائية على جانَبي الطريق. وتنتشر النساء في نظام مدروس تحتلّ فيه كل واحدة حيزاً مكانياً دائماً، هو عبارة عن بسطة مكوّنة من الخشب والرفوف التي تعرض عليها بضاعتها بالإضافة إلى كرسيها الذي تجلس عليه في مكان تختاره بعناية لحماية نفسها من حرّ الشمس. وتبلغ حركة البيع ذروتها عند الظهيرة، ويُلحظ ذلك من زحمة السير التي تتشكل على جانبَي الطريق، من دون أن يثير الأمر اعتراض المسافرين الذين يتعاملون مع هؤلاء النسوة بتعاطف شديد.
بعض النسوة متقدمات في السنّ، لكن الغالبية منهنّ شابات، يحملن بأكثرهنّ الأطفال المربوطين في محفات على الظهور من أجل سهولة الحركة والبيع في فترة هجوم الزبائن.
هي حركة تجارية من طراز خاص تتولاها النساء فقط. وهذا وارد كثيراً في الأسواق الأفريقية، التي يتجاوز فيها عدد النساء العاملات عدد الرجال بكثير. وهناك أسواق تكاد تكون تحت إدارة نسائية خالصة.
هو مهرجان يومي وفرجة تصل إلى مقام الفنّ، باختلاط الألوان الأفريقية المشتقة من الطبيعة مع ألوان المنجا الزاهية الطافحة بالحلاوة.