رغم رفض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال تنصيبه الإثنين وزير داخليته السابق، الجنرال جون كيلي، مديرا لموظفي البيت الأبيض، وصف ما يجري في إدارته بـ"الفوضى"، لكن إعلان إقالة أنتوني سكاراموتشي، مدير إعلام الرئيس، بعد ساعات قليلة من تسلم الجنرال كيلي مهامه الجديدة، إشارة من عدة إشارات على حركة تغيير غير طبيعية تشهدها الإدارة الأميركية، تشبه إلى حد بعيد انقلابات الأنظمة في العالم الثالث.
فقد أعلن البيت الأبيض أن استقالة سكاراموتشي السريعة، بعدما عينه ترامب قبل 10 أيام، جاءت لإتاحة المجال أمام الجنرال كيلي لإعادة تنظيم وجدولة أجندة الرئيس واتصالاته.
وحسب ما نقلت وسائل إعلام أميركية، فإن سكاراموتشي رفض أن يكون تحت إمرة الجنرال، وأنه يفضل العلاقة المباشرة مع الرئيس.
ويشبه سيناريو استقالة سكاراموتشي استقالة المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، جون سبايسر، الذي أعلن الاستقالة من منصبه فور الإعلان عن تعيين سكاراموشي مديرا للاتصالات.
وأعلن ترامب، الجمعة، عن تعيين الجنرال كيلي في منصب مدير موظفي البيت الأبيض بعد إقالة رينس بريبوس على خلفية اتهامات بتسريب معلومات وأسرار البيت الأبيض إلى وسائل الإعلام وجهها إليه سكاراموتشي، لكن بريبوس، المدعوم من الإستبلشمنت الجمهورية، أكد أن استقالته تأتي في سياق "خطة تغيير شاملة في الإدارة قرر الرئيس البدء بها في محاولة لتصحيح المسار بعد مراجعة ما شهدته الشهور الستة الأولى من الولاية الرئاسية".
ويتمتع الجنرال كيلي بشخصية قوية وسمعة عسكرية وإدارية جيدة، وهو ينال تأييد الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
ورغم إشادات ترامب المتكررة بكفاءته والإنجازات الكبيرة التي حققها خلال توليه وزارة الداخلية، إلا أن صحيفة "واشنطن بوست" توقعت أن يدبّ الخلاف بين الرجلين، لأن أسلوب كيلي العسكري المنظم لا يتناسب مع أسلوب الرئيس، خصوصا إذا حاول الجنرال فرض رقابة على تغريدات ترامب في وسائل التواصل الاجتماعي.
ونقلت محطة "سي إن إن" التلفزيونية، عن مصادر في البيت الأبيض، أن "الجنرال كيلي لم يكن راضيا عن أداء الرئيس، خصوصا قراره بإقالة مدير (إف بي آي)، جيمس كومي".