وارتفعت الأصوات المنددة بانقطاع التيار الكهربائي، واستطلعت "العربي الجديد" آراء المواطنين الذين أكدوا غياب التيار الكهربائي عن مناطقهم منذ فترة.
وقالت إيمان شربا من مدينة السلمية في ريف حماة وسط سوريا: زادت ساعات انقطاع التيار الكهربائي عن 20 ساعة يومياً.
وفي ريف إدلب المحرر شمال سوريا، أشار المواطن صادق الآغا، إلى أن ساعات انقطاع التيار تصل نحو عشرين ساعة يومياً.
وقال طارق عجيب من مدينة اللاذقية شمال غرب دمشق: إن انقطاع التيار فترات طويلة، أدى إلى انتشار المولدات، التي تعمل على الوقود.
وتسبب انقطاع التيار الكهربائي في زيادة معاناة السوريين، لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت خلال الأيام الماضية أكثر من 42 درجة مئوية.
العقاب بقطع الكهرباء
وقال الإعلامي عقيل حسين لـ"العربي الجديد"، "إنه رغم وعود وزير الكهرباء السوري، عماد خميس، بحل مشكلة الكهرباء وتقليل ساعات انقطاع التيار خلال زيارته محافظة حلب الأسبوع الماضي، إلا أننا لاحظنا ارتفاع ساعات انقطاع التيار، لتصل إلى 20 ساعة يومياً، خاصة في الأحياء الغربية في المدينة أو في الريفين، الجنوبي والغربي المحرر".
وأضاف حسين أن قصف قوات النظام العديد من محطات الكهرباء أدى إلى انقطاع الكهرباء بشكل كامل عن مناطق حلب الغربية والجنوبية، قبل أن يتم تحويل الشبكة إلى الخط القادم من الريف الشرقي.
وأشار إلى أنه منذ ثماني وأربعين ساعة تمكنت ورشات الصيانة في المؤسسات الخدمية الثورية من توفير الكهرباء لبعض المناطق، وإن كان بشكل محدود، إذ تصل الكهرباء إلى المنازل بمعدل أربع ساعات تقريباً في اليوم.
وتعرضت محطات توليد الطاقة الكهربائية في العديد من المناطق السورية إلى الدمار خلال السنوات الثلاث الماضية.
وعمد نظام الأسد إلى الاستعانة بشركاء الحرب، لإعادة تأهيل البنى التحية، والاستعانة بشركات إيرانية وروسية وصينية، بعد وصول خسائر قطاع الكهرباء خلال الثورة، لأكثر من 800 مليار ليرة سورية (5.3 مليار دولار)، بحسب مدير التخطيط في وزارة الكهرباء، بسام درويش،.
وحسب وزارة الكهرباء، فإن 50% من خطوط الضغط العالي في سوريا متضررة، وأن أكبر الأضرار التي تعرضت لها الشبكة الكهربائية كانت في مراكز التحويل المنخفض، حيث طالت 5 آلاف مركز و80 محطة تحويل.
وأكدت دراسة أصدرتها الوزارة أخيراً، بأن الخسائر بلغت 800 مليار ليرة سورية، الأمر الذي دفع وزارة الكهرباء الى تخصيص موارد الموازنة الاستثمارية كافة المقدرة بخمسين مليار ليرة لعام 2014 لإعادة تأهيل المحطات المدمرة.
اتفاقيات الحرب
ويشير مراقبون إلى أن نظام الأسد يحاول توزيع كعكة إعادة إعمار سوريا على ممولي حربه، فقد صرح وزير الكهرباء عماد خميس أخيراً بتوقيع عقود مع "دول صديقة".
وقال وزير الكهرباء في حوار صحافي نشرته جريدة الوطن السورية قبل أيام : نفذنا أكثر من 50 عقداً خلال عام 2013 حتى تاريخ اليوم، بمبلغ 250 مليون دولار، أي ما يقارب 30 مليار ليرة سورية.
ولم يقتصر الدور الإيراني على القتال إلى جانب الأسد، وتمويل الحرب، بل امتد إلى العقود الاقتصادية، حيث أعلن مدير المؤسسة العامة لتوزيع الكهرباء، مصطفى شيخاني، أنه تم توقيع 3 عقود مع شركة "ساينر" الإيرانية لتوريد تجهيزات ومواد لمصلحة شبكة التوزيع المتوسط والمنخفض بقيمة ملياري ليرة بغرض تأمين متطلبات إعادة تأهيل الشبكات.
وكانت سورية وقعت عقداً مع شركة مبنى الإيرانية لتقديم قطع تبديلية للمجموعات الغازية في محطة السويدية بقيمة 500 مليون ليرة، بالإضافة إلى توقيع عقود في مجال محطات التوليد، والتي تشمل مشروع توسع محطة تشرين الحرارية بطاقة إنتاجية 450 ميجا واطاً، ومشروع توسيع محطة جندر بطاقة إنتاجية 450 ميجا واطاً، ومشروع توسيع محطة السويدية بطاقة 450 ميجا واطاً.