أمهلت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة إماراتياً، الخميس، السعودية التي ترعى اتفاق الرياض، 72 ساعة من أجل صرف مرتباتها المتوقفة منذ أشهر، ولوّحت بخطوات تصعيدية منها إغلاق الحدود الشطرية السابقة بين جنوبي اليمن وشماليه.
وتدّعي القوات الانفصالية التابعة للمجلس الانتقالي، أن مرتباتها وبعض المستحقات الأخرى متوقفة للشهر السادس على التوالي، حيث كانت السعودية قد التزمت بصرف تلك المرتبات بعد توقف الدعم الإماراتي منذ أكتوبر/تشرين الأول 2019.
ونص اتفاق الرياض على دمج المجاميع المسلحة للمجلس الانتقالي والتي تقدر بـ 90 ألفاً، ضمن قوام القوات الحكومية النظامية التي تستلم مرتباتها من وزارة الدفاع اليمنية، لكن تعثر تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق رغم طرح آلية ثانية للتنفيذ، أطاح بكل التفاهمات.
وأعلنت ما تسمى بـ "قوات الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية" التابعة للمجلس الانتقالي في المحافظات الجنوبية، في بيان صحافي، أنها ستتخذ "خطوات تصعيدية خلال 72 الساعة القادمة في حال استمرار عرقلة صرف رواتب أفرادها ومستحقاتها الأخرى المتوقفة منذ ستة أشهر متتالية".
قوات الدعم والإسناد والأحزمة الأمنية بالمحافظات الجنوبية ستتخذ خطوات تصعيدية خلال الـ72 الساعة القادمة في حالة استمرار عرقلة صرف رواتب افرادها وشهدائها ومستحقاتها الأخرى المتوقفة منذ ستة أشهر متتالية
— قوات الحزام الأمني/الضالع (@SecurityBelt) September 10, 2020
وأشار البيان، إلى أن اجتماعاً ضم قيادات كبيرة في تلك القوات، ناقش اليوم الخميس "أزمة توقف الرواتب والجهات التي تقف خلف عرقلة صرفها، والمحاولة الفاشلة والمستمرة لتركيع الأفراد عن طريق وقف مصدر معيشتهم".
وهددت القوات الانفصالية المدعومة إماراتياً بـ "إغلاق حدود المحافظات الجنوبية مع المحافظات الشمالية"، ومنع دخول الوافدين إلى العاصمة المؤقتة عدن، في إشارة لأبناء الشمال الذين يقطعون مئات الكيلومترات براً إلى عدن بهدف السفر عبر مطارها الدولي، جراء استمرار التحالف السعودي بحظر الرحلات الجوية من مطار صنعاء الخاضع للحوثيين، منذ 4 سنوات.
كما لوّحت القوات التابعة للمجلس الانتقالي بـ "السيطرة على المصادر الإيرادية بالعاصمة عدن والمحافظات الجنوبية، في حال تغافلها ومنع صرف رواتبها، وذلك في مدة زمنية لا تتجاوز 72 الساعة القادمة"، في إشارة إلى إعادة تفعيل ما يسمى بـ "الإدارة الذاتية" التي كان المجلس قد استولى بموجبها على كافة إيرادات الحكومة أواخر إبريل/نيسان الماضي، قبل أن يعلن تراجعه عنها في 29 يوليو/تموز الماضي، ضمن تفاهمات جديدة لتنفيذ اتفاق الرياض.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك، حيث توعّدت القوات الانفصالية باتخاذ "إجراءات تصعيدية أخرى"، لم يتم الكشف عنها، وذلك للضغط على الجهات التي تقف خلف عرقلة صرف رواتبها، في إشارة لقوات التحالف السعودي المرابطة بالعاصمة المؤقتة عدن.
وكانت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، قد قامت اليومين الماضيين، باحتجاز مرتبات متقاعدي الجيش الموالي للشرعية أثناء نقلها من العاصمة المؤقتة عدن إلى مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، ضمن خطوات تصعيدية للضغط على الشرعية والتحالف السعودي من أجل صرف مرتبات مجاميعها، وفقاً لمصادر عسكرية حكومية لـ "العربي الجديد".
ولم يصدر أي تعليق من القوات السعودية في عدن أو متحدث التحالف حيال التصعيد الجديد للمجلس الانتقالي، الذي يأتي وسط انسداد سياسي في مسار مشاورات تشكيل حكومة التوافق المرتقبة، فضلاً عن فشل الشق العسكري من اتفاق الرياض بشكل كلي. كما يأتي التصعيد الجديد وسط استمرار الاشتباكات والتعزيزات في محافظة أبين، رغم مرور أكثر من 45 يوماً على بدء تطبيق ما تسمى بـ "آلية تسريع تنفيذ اتفاق الرياض".