وتنوعت الفقرات الافتتاحية ما بين كلمات لعدد من الرموز الفلسطينية في الخارج، من مفكرين وسياسيين وأدباء، وعرض كشفي، بالإضافة إلى عزف النشيدين الوطني الفلسطيني والتركي.
وقال رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، هشام أبو محفوظ، إنه "ينبغي علينا إطلاق مشروعات مختلفة في المجتمع المدني لخدمة قضيتنا الفلسطينية، ولا بد من المصارحة، فمنذ ربع قرن وزيادة، كانت هناك تحديات ومخاطر وفراغ هائل، نجد من يستكثر على شعبنا أن يجتمع من أجل فلسطين".
وأضاف أبو محفوظ "ليس لأحد وصاية على شعبنا، ولا من حق أحد تعطيل طاقاته، بل حق لنا أن نفخر بهذا الشعب الذي قدم التضحيات في الداخل والخارج، حتى يتم تحرير أرضه".
وخاطب أبو محفوظ المجلس الوطني (برلمان منظمة التحرير الفلسطينية) بقوله "كفانا انقساما، شعبنا يدفع ثمنا باهظا، يجب أن نتوافق على مشروع وطني، من خلال الحفاظ على الثوابت والحقوق، وعلى رأسها المقاومة لتحرير فلسطين من البحر إلى النهر".
من جهته، قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني أنيس فوزي قاسم، إن "منظمة التحرير ستظل الممثل الوحيد لشعبنا".
وتابع: "منظمة التحرير بُنيت من دماء شبابنا وبناتنا، كلهم ضحوا من أجل أن يتم بناء هذا الوطن، ولن تستطيع أي قيادة فلسطينية أن تستثني مواطناً واحداً من بلدنا".
ووصف قاسم اتفاقية أوسلو (الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل عام 1994) بأنها من "أكثر المصائب التي مرت على الشعب الفلسطيني منذ 100 عام".
أما رئيس الهيئة العامة للمؤتمر سلمان أبوستة، فوصف المجلس الوطني الفلسطيني الذي عقد اجتماعه في القدس عام 1964 بأنه "أكبر إنجاز لنا في العالم، لينقذ شعبنا في الداخل من الاحتلال الإسرائيلي، وليجتمع أبناء الخارج حينها لإثبات وجودهم".
وقال أبوستة: "نحن شعب قاومنا وما زلنا نقاوم، وأعدادنا تضاعفت 10 مرات من يوم النكبة (1948) إلى يومنا هذا، نحن مصرون على عودتنا إلى بلادنا الفلسطينية".
ومضى بقوله: "أول مطالبنا هو العزم على تحويل قولنا إلى عمل، ولا بد من إعادة الهيبة لقضيتنا الفلسطينية، والمقاومة المسلحة هي الأساس لعودتنا".
من جانبه، رأى المفكر الفلسطيني منير شفيق، أن مؤتمر اليوم "جاء للقَسم على تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، لأن فلسطين وطن لشعبها نفسه، وحتى لو شاءت الأقدار أن يحملوا جنسيات بلاد أخرى".
وأضاف "نريد العودة إلى كل فلسطين، ولا يوجد حل للقضية إلا بالتحرير الكامل لترابها، وفلسطين ستعود لنا فلسطينية عربية إسلامية يعلو منها الأذان وأصوات الكنائس".
وحضر المؤتمر أكثر من 6 آلاف فلسطيني، منهم 3500 قدموا من خارج تركيا.
ومن المتوقع أن يخرج المؤتمر بتوصيات تتعلق بسير القضية الفلسطينية، وآليات تفعيل منظمة التحرير.
ويهدف المؤتمر، الذي ينهي أعماله مساء غدٍ الأحد، إلى إطلاق حراك شعبي لتكريس دور حقيقي وفاعل لفلسطينيي الخارج، من خلال مشاركة كافة أطياف الشعب الفلسطيني، والتركيز على الثوابت الوطنية التي تحقق التوافق بين كافة أطيافه.
وتتجاوز أعداد فلسطينيي الخارج أكثر من 6 ملايين، يتوزع معظمهم كلاجئين في الأردن ولبنان وسورية ودول الخليج، فيما يعيش مئات الآلاف في الدول الأوروبية والولايات المتحدة ودول أخرى حول العالم.