تنطلق اليوم، في العاصمة السعودية الرياض، أعمال القمة الخليجية الـ 36، برئاسة العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، وحضور أمراء وملوك وقادة دول مجلس التعاون الخليجية.
وكان الملك سلمان قد التقى يوم أمس، عبد اللطيف الزياني، أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك لبحث جدول أعمال قمة اليوم، والتي تواجه تحديات كبرى، خاصة في الجوانب الأمنية، مما يجعل القمة اعتيادية في لحظة غير اعتيادية أبدا.
وتعتبر ملفات مواجهة التدخلات الإيرانية في المنطقة، ومحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وبحث قضايا الساحة العراقية والسورية واليمنية، أبرز القضايا المطروحة على قادة مجلس التعاون في الرياض اليوم.
وشهد العام الجاري تطورات عدة في هذه القضايا. فتم الإعلان عن اكتشاف خلايا مسلحة مرتبطة بإيران وحزب الله في الكويت، كما تم اكتشاف خلايا مشابهة في البحرين، وواصلت العلاقات البحرينية – الإيرانية توترها، حتى أن المملكة سحبت سفيرها في طهران، وطردت القائم بالأعمال الإيراني في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
إقرأ أيضا: قمة الرياض العربية اللاتينية... آفاق اقتصادية أوسع وسياسية أقلّ
ومن جهة "داعش" وتأثيراته في الداخل الخليجي، ضرب الإرهاب المدن الخليجية، ليظهر بأن للساحة العراقية والسورية تأثيرات حاسمة خليجية على المستوى الأمني. فاستهدف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" كلا من الكويت والسعودية بتفجيرات انتحارية استهدفت مساجد، منها استهداف مسجد الإمام الصادق في الكويت، واستهداف مسجد لقوات الطوارئ السعودية في عسير، جنوبي المملكة، وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هذه العمليات. يضاف إلى هذا إعلان كل من السعودية والكويت إلقاء القبض على خلايا على علاقة بتنظيم "داعش" قامت بتقديم تسهيلات لوجستية لإرهابيين، وخططت لشن هجمات مماثلة.
كما ستبحث القمة الأوضاع المتفجرة في العراق وسورية واليمن، ففي اليمن شاركت دول الخليج، ما عدا عُمان، في عمليات التحالف العربي، لمواجهة تحالف مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، في الوقت الذي نجح التحالف في حماية عدن، ومحافظات أخرى جنوبية، إلا أنه يزحف ببطء نحو الشمال، في وقت ترعى فيه الأمم المتحدة محاولات عقد وقف لإطلاق النار منذ نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم.
وفي سورية، أدى التوافق الإقليمي إلى تقديم مساعدات أكبر للمعارضة السورية، في الوقت الذي تقف فيه السعودية على رأس الدول الذي تدفع باتجاه رحيل الأسد، باتفاق سياسي أو بضغط عسكري، وتحاول أن تنسق جهود المعارضة السورية في هذا الاتجاه، ويأتي اجتماع المعارضة السورية في الرياض، في هذه الأثناء، دلالة إضافية على أهمية الملف السوري خليجياً، حيث تشتبك إرادة مواجهة النفوذ الإيراني، بالسعي إلى محاربة الإرهاب.
أما في العراق، حيث الدور الخليجي محدود جدا، مقارنة باليمن وسورية، فإن تجربة دول مجلس التعاون توضح أنها لا تستطيع عزل نفسها عما يحدث في الساحة العراقية، لا سيما تمدد الإرهاب، وأن النظام السياسي العراقي القائم حاليا، لا يستطيع محاربة الإرهاب، وهو يقصي أطيافا من الشعب العراقي على أساس طائفي، ويقود إلى تفكك العراق، كما قاد إلى استباحة سيادته، ما يعني الحاجة إلى دور أكبر للخليج في الساحة العراقية، خصوصاً بعد فشل الأميركيين والإيرانيين في إعادة العراق إلى استقراره.
اقرأ أيضا: 5 أولويات أمام القمة الخليجية اليوم... والتباينات حاضرة