انطلقت اليوم، الجمعة، في العاصمة الأفغانية كابول، أعمال الاجتماع القبلي المكبر المعروف محلياً بـ"لويا جيرغا"، من أجل اتخاذ قرار بشأن أسرى حركة "طالبان" الذين اتهمتهم الحكومة بأنهم مرتكبون لجرائم خطيرة، ولا يمكن لها الإفراج عنهم من دون التشاور مع رموز الشعب، بينما وصفت الحركة الاجتماع بالعبثي، وبكونه خطوة غير قانونية.
وشارك في جلسة افتتاح الاجتماع الرئيس الأفغاني أشرف غني ونائباه أمر الله صالح وسرور دانش، ومستشار الأمن القومي الأفغاني حمد الله محب، ورئيس المجلس الاستشاري الوطني الأعلى للمصالحة عبد الله عبد الله، والقائد الجهادي زعيم حزب "الدعوة" عبد الرب رسول سياف، ورئيس مجلس الشيوخ فضل هادي مسلم يار.
وتم تعيين عبد الله عبد الله، رئيس المجلس الاستشاري الأعلى الوطني للمصالحة، كرئيس للاجتماع القبلي وإدارة أعماله الذي يُتوقع أن يستمرّ يومين، حيث أعلنت الحكومة الأفغانية عن إجازة في كابول، يوم غد السبت.
قال غني إن "طالبان" وافقت على أن تبدأ الحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية في غضون ثلاثة أيام في حال قرر الاجتماع الإفراج عن 400 من معتقليها
وفي كلمة افتتاحية، خاطب الرئيس الأفغاني ممثلي الشعب، وقال إنّ قرارهم "مهم" لمستقبل أفغانستان، معلناً أنّ "طالبان" وافقت على أن تبدأ الحوار المباشر مع الحكومة الأفغانية في غضون ثلاثة أيام في حال قرر الاجتماع الإفراج عن 400 من معتقليها، وأن يكون الموضوع الأول للحوار على الطاولة بين الطرفين هو وقف إطلاق نار دائم.
كما أكد غني أنّ "طالبان" هدّدت أيضاً برفع وتيرة العمليات والتصعيد في حال رفض الاجتماع الإفراج عن معتقليها.
وأشاد غني بدور القوات المسلحة في الدفاع عن سيادة البلاد ووحدة أراضيها، كما بدور القبائل في الوقوف بجانب القوات المسلحة، مشدداً على أن المصالحة مع "طالبان" ستفتح أبواب الرفاهية والمشاريع الاقتصادية في وجه الأفغان.
ولفت الرئيس الأفغاني، في كلمته، إلى ترحيب الولايات المتحدة الأميركية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو بالاجتماع، متوقعاً أن يقرر الاجتماع إزالة العقبات في وجه الحوار المباشر بين الأطراف الأفغانية.
من جانبه، قال رئيس المجلس الاستشاري الأعلى الوطني للمصالحة عبد الله عبد الله، إنّ الاجتماع سيقرّر بشأن مستقبل أفغانستان، مضيفاً أنّ "للمصالحة فرصاً ومخاوف، ولكننا مستعدون لخوض الحوار المباشر"، مؤكداً أن الإفراج عن أسرى "طالبان" كان "أمراً صعباً، ولكن الحكومة قرّرت ذلك لأنها متعهدة بالعمل على تحقيق وعدها بإحلال الصلح في البلاد".
من جهته، قال القائد الجهادي والرئيس السابق للاجتماع القبلي عبد الرب رسول سياف: "أتوقع من الاجتماع أن يتيح الفرصة للحوار المباشر بين الأطياف الأفغانية، كي يتوقف حمام الدم في أفغانستان".
ورفضت حركة "طالبان"، أمس الخميس، هذا الاجتماع، معتبرة ذلك خطوة غير دستورية، ومؤكدة أنّ الاجتماع قد يستخدم لعرقلة الحوار ووضع عقبات جديدة في وجه المصالحة. إلا أن المؤشرات والإيحاءات في كلمات المسؤولين تشير إلى أن الاجتماع سيقرّر الإفراج عن أسرى "طالبان"، ومن ثم سيبدأ الحوار المباشر بين الطرفين في غضون ثلاثة أيام في الدوحة، كما صرح الرئيس الأفغاني أشرف غني.