انصهار "الوطني الحر" بـ"نداء تونس": محاولات إنقاذ حزب الرئيس

14 أكتوبر 2018
يرجح صعود "نداء تونس" إلى المركز الثاني في البرلمان(Getty)
+ الخط -

رحّب حزب "نداء تونس" اليوم الأحد، باندماج "الاتحاد الوطني الحر" معه، في محاولة لإعادة الحياة إلى حزب الرئيس الباجي قايد السبسي، واستعداداً للمحطات المقبلة، وفي مقدمها إسقاط الحكومة التونسية، ورئيسها يوسف الشاهد.

وأعلن "نداء تونس"، إثر اجتماع هيئته السياسية الموسعة، بحضور أعضاء الكتلة البرلمانية وكوادر وطنية، ترحيبه بقرار "الاتحاد الوطني الحر" الاندماج داخله، من أجل "قيام مشروع سياسي وطني وديمقراطي مفتوح، يستجيب للاستحقاقات الوطنية، ويضمن التوازن السياسي، ويحمي تونس من كل المخاطر وخاصة من النهج السياسي المغامر"، كما جاء في بيانه الختامي.

ولم تقف قيادة "نداء تونس" عند قرار "الوطني" الاندماج والانصهار، بل ذهبت إلى ضرورة التحوير العاجل والشامل للحكومة، وإسقاط رئيسها يوسف الشاهد، كأول مشروعٍ يجمع الحزبين. 

واختارت قيادة "نداء تونس" إعلان الاندماج من معقل "الدساترة" في محافظة المنستير، مسقط رأس الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، رمز "البورقيبية"، ومرجع "النداء" منذ تأسيسها عام 2012، على يد السبسي.

واختارت أيضاً عقد اجتماعها بالمنستير، التي أعلن نوابها الندائيون وتنسيقياتها الجهوية والمحلية، الانتفاض في 22 أيلول/ سبتمر الماضي على نجل الرئيس حافظ قايد السبسي، وطالبته بالابتعاد عن الإدارة التنفيذية للحزب، قبل إعلان استقالتهم من الكتلة البرلمانية، والتحاقهم بكتلة "الائتلاف الوطني"، مؤكدين عدم انسلاخهم عن الحزب ومواصلتهم الإصلاح داخله.

وفوجئ نواب المنستير الخمسة، وقيادات جهوية، من منعهم الحضور في اجتماع الهيئة السياسية للحزب، الذي أعلن نيته لملمة قواعده وإصلاح مساره في مؤتمر انتخابي يعقد في يناير/ كانون الثاني المقبل.

ونفّذ نواب المنستير وعدد من المناضلين وقفة احتجاج رفعوا خلالها شعار "ارحل" في وجه حافظ قايد السبسي، كما رفعوا شعار "الأب يبني والابن يهدم"، في إشارة إلى الرئيس التونسي السبسي مؤسس "النداء"، كما طالبوا بتجميع كل القوى والروافد وإجراء حوار إصلاحي ومؤتمر انتخابي عاجل.

وأوضحت النائبة هالة عمران، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنه تم إقصاء نواب "نداء تونس" من حضور الاجتماع، كما تم إقصاء عدد من قيادات محافظات بنزرت وسليانة والكاف، التي انتقدت المدير التنفيذي للحزب وقراراته الأحادية الجانب، مؤكدة أن سياسة الإقصاء المتبعة، لا تترجم نيات التجميع ولمّ الشمل والإصلاح التي تسوّق لها القيادة الحالية.

ولفتت عمران إلى أن النواب استقالوا من الكتلة "بسبب ممارسات رئيس الكتلة سفيان طوبال وانفراده بالقرارات، وهذا لا يعني استقالة من الحزب الذي ساهم في بنائه مناضلو المنستير، الذين لا يزالون متمسكين بالمشروع الحضاري والإصلاحي الذي بني عليه الحزب عام 2012".

ويتجه حزب "نداء تونس" الجديد إلى تعيين سليم الرياحي، رئيس "الوطني الحر"، أميناً عاماً له، وحافظ قايد السبسي رئيساً للهيئة السياسية، ورضا بلحاج منسقاً عاماً للحزب وهياكله، في توزيع يرضي جميع الأطراف، في انتظار إسقاط الحكومة وتوزيع المناصب الوزارية.

وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن انصهار "الاتحاد الوطني الحر" في "النداء" يعد بمثابة "ورقة الجوكر" للسبسي، الباحث عن لملمة حزبه الكبير الذي خلق التوازن السياسي في تونس، غير أنه أيضاً أخطر الأوراق على الإطلاق، وذلك بالعودة إلى تاريخ "الوطني الحر" والرياحي "الذي يعقد اتفاقات وسرعان ما يتراجع عنها، إذ لم يجف حبر تحالفه مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد، التي التحق على أساسها بكتلة الائتلاف الوطني منذ أيام، لينقلب على أعقابه، مطالباً بإسقاط الحكومة ورئيسها". 

ويقف "نداء تونس" على أرضية سياسية متحركة بتحالفات برلمانية غير ثابتة، وبحلفاء مزاجيين، يجمعهم التحوير الحكومي المقبل، وقد يكون سبباً في انفراط الحلف قريباً.  

وبانصهار الحزبين، يرجح صعود "نداء تونس" إلى المركز الثاني برلمانياً بـ50 نائباً إذا استقال نواب "الحر" الـ12 من كتلة "الائتلاف الوطني" الداعمة للشاهد، لتتقهقر هذه الأخيرة إلى المركز الثالث بـ39 نائباً، فيما تحافظ كتلة "النهضة" على تصدرها المشهد البرلماني بـ68 عضواً.

المساهمون