انتهاك الخصوصية: فنانون تحت رحمة المتلصص

01 أكتوبر 2017
كنده علوش (التلفزيون العربي)
+ الخط -
منذ 5 سنوات تقريباً باتت مواقع التواصل الاجتماعي هي معيار نجاح أو فشل الفنان. فبتنا نجد فنانين، من دون أي رصيد مهني أو فنيّ حقيقي، يتمتّعون بشهرة وشعبية واسعة. فبرزت ظاهرة المشاهير أو النجوم الذين لا إنتاج حقيقيا لهم. وهي الظاهرة التي تشبه، إلى حدّ كبير، ما شاهدناه في الغرب، تحديداً في هوليوود، في العقد الأخير، فعائلة كارداشيان تعتبر الأشهر حالياً، رغم أنه لا إنتاج حقيقيا لها، كذلك الأمر بالنسبة لباريس هيلتون وغيرها... 

لكن بالتزامن مع هذا الدور الذي تلعبه مواقع التواصل، برز دور آخر يحاول "تدمير" هذا الفنان أو ذاك، وهو ما برز بشكل خاص في مصر، على سبيل المثال، حيث تحولت مواقع التواصل إلى ساحة لإطلاق الشائعات التي غالباً ما تكون مؤذية بحق هذا الفنان أو ذاك. كما أن مواقع التواصل لعبت دوراً كبيراً وبشعاً في انتهاك خصوصية الفنانين وتفاصيل حياتهم الشخصية.

عمرو يوسف وكنده علوش
منذ إعلان الفنانين، المصري عمرو يوسف والسورية كندة علوش، عن زواجهما، في شهر يناير/كانون الثاني الماضي، والأزمات ما زالت تلاحقهما. فلا يزال رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى الآن، يلقون بعبارات اللوم والهجوم على عمرو بعد تعدِّيه، منذ يومين، بالضرب المبرح على أحد العاملين في مقهى بمدينة الجونة، على هامش حضورهما فعاليات مهرجان الجونة السينمائي، إضافة إلى أزمات أخرى. وكان الزوجان جالسين في المقهى، فشاهد عمرو العامل وهو يصورهما، وتناقلت الروايات أن العامل قد صوّرهما وهما يحتسيان مشروبات كحولية، ما أدى إلى غضب شديد من عمرو، فقام من مكانه وانهال بالضرب على العامل، ممسكاً بهاتفه لحذف الصور. وبعد نشر أحد الصحافيين هذا الحدث الذي حضره، رد عمرو عليه عبر "فيسبوك" قائلاً إن العامل الذي يتحدث عنه ضبطه وهو يصوره هو وزوجته خلسة.
وتوالت عبارات الهجوم على عمرو، ووصف بعضهم خطوته بـ"التصرف البلطجي"، وذكّره آخرون بأنه "فنان عليه أن يتعامل بشكل أرقى من مثل هذه الهمجية"، وقالوا إنه كان عليه المطالبة بحذف الفيديو أو الصور بشكل ودّي أو أن يلجأ إلى الأمن.
وهذه ليست الأزمة الأولى التي واجهها الزوجان، فبعد زواجهما بأسابيع قليلة انطلقت أقاويل تفيد بالقبض عليهما في أحد الكمائن، وتفتيش سيارتهما والعثور على مخدرات. لكن عمرو خرج ببث مباشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي لينفي الواقعة، ويؤكد أنه غير موجود هو أو زوجته في القاهرة أصلاً.
وبمجرد إعلان ارتباط عمرو بكندة، انطلقت شائعات تفيد بأن زوج كندة السابق، المؤلف فارس الذهبي، قام بتهديد عمرو، إذ تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة تجمع بين كندة علوش وطليقها، ومعها رسالة وجهها طليق كندة إلى عريسها الجديد نصها: "ابتعد عن كنده يا عمرو... اسألها عمّن أكون وهي راح تقول لك". وهو ما اعتبره بعضهم تهديداً لعمرو، لكن متابعي حسابات فارس الذهبي على مواقع التواصل أكدوا أنه قام بحذف الرسالة بعد نشرها بدقائق.
وبعد تداول الرسالة، اتصل "العربي الجديد" بفارس الذهبي، للوقوف على حقيقة ما تم تداوله، فقال إنه لا يعلم شيئاً عن التدوينة المتداولة، ولم يكتب أي شيء، موضحاً أنه لا يملك سوى حساب واحد فقط على "تويتر"، وتوجد حسابات كثيرة أخرى تحمل اسمه لكنها مزيفة.

إيمي سمير غانم وحسن الرداد
قبل شهر رمضان الماضي، كانت إيمي سمير غانم محور حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد انتشار شائعات على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأنها مصابة بمرض خطير. تلا ذلك إعلان زواجها المفاجئ من الممثل حسن الرداد. وجاءت إطلالة والدي غانم، النجمين سمير غانم ودلال عبد العزيز، وإعلانهما عن مرض إيمي، ليزيد الطين بلة. ووصل الأمر حد إعلان البعض احتضار الممثلة المصرية الشابة، إلى جانب أخبار أخرى عن حملها، ثم طلاقها... وغيرها من الشائعات. لكن غانم أطلّت مع الممثلة المصرية غادة عادل، في ختام الموسم الأول من برنامج "تع اشرب شاي" على شاشة dmc لتردّ على كل ما قيل حول مرضها. فقالت، إنها كانت تعاني من ضعف المناعة، وهو ما أدى إلى جلوسها في البيت لأسابيع. واللافت كان هجوم إيمي سمير غانم على كل الأخبار التي تمّ تناقلها عن صحتها، وشائعة حملها ثمّ موت الجنين، مؤكدة أنها لم تكن حاملاً بل كانت مريضة فقط، مرضاً غير خطير لكنه متعب.


الفنانات والحياة الخاصة
ولعلّ موسم الصيف هو أكثر المواسم التي تفتح شهية المتلصصين على انتهاك حياة الفنانين الخاصة، فشاهدنا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مجموعة عناوين على مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية التي تستقي معلوماتها وصورها من مواقع التواصل، تتمحور في معظمها حول صور الفنانات بالمايوهات أو بـ"ملابس مثيرة"، وذلك استناداً إلى صور نشرها بعض المتلصصين على إجازات الفنانات، من دون طلب أي إذن، ولا احترام أدنى خصوصية.
ولعلّ هذا الانتهاك المؤذي للحياة الخاصة يعيد طرح ملفّ محاسبة المتلصصين من مغردين أو مصورين، حيث لم تسجّل حتى الساعة أي قضية أو حكم جدي ضدّ أحد من هؤلاء. كما أن الفنانين أنفسهم يتفادون رفع قضايا من هذا النوع خوفاً من ردة فعل سلبية عند الجمهور. وهو عكس ما يحصل في الغرب، كما حصل مع جورج كلوني وزوجته أمل علم الدين اللذين رفعا دعوى قضائية ضد أحد مصوري المشاهير الذي اختلس صوراً لتوأمهما.

دلالات
المساهمون