انتقادات لتأخر "الصحة العالمية" في مكافحة إيبولا

05 أكتوبر 2014
محاولات مكافحة تفشي إيبولا تأخرت كثيراً (GETTY)
+ الخط -

في أولى أيام تفشي إيبولا بمنطقة غرب أفريقيا وبينما كان موظفو الإغاثة وسلطات الصحة يكافحون لاحتواء الفيروس القاتل، سأل ماريانو لوجلي نفسه سؤالاً بسيطاً: أين هي منظمة الصحة العالمية؟.
ولوجلي ممرض إيطالي كان من أوائل العاملين في منظمة "أطباء بلا حدود" الذين ذهبوا إلى غابات غينيا النائية في مارس/ آذار بعد اكتشاف الحمى النزفية أحد أخطر الأمراض المعروفة.

وعندما امتد تفشي المرض إلى العاصمة كوناكري أنشأ لوجلي عيادة أخرى لعلاج إيبولا هناك. وفي كوناكري قابل مسعفاً أجنبياً ومسؤولاً عن المسائل اللوجيستية بمنظمة الصحة العالمية لكنه لم ير أي موظف كبير في المنظمة مسؤولاً عن إدارة التفشي المتصاعد.

وقال لوجلي نائب مدير العمليات في منظمة أطباء بلا حدود "في كل الاجتماعات التي حضرتها حتى في كوناكري لم أر قط ممثلاً عن منظمة الصحة العالمية. الدور التنسيقي الذي ينبغي أن تلعبه منظمة الصحة العالمية. لم نشهده. لم أشهده في الأسابيع الثلاث الأولى ولم أشهده فيما بعد".

وأسفر أسوأ تفش لإيبولا عن وفاة أكثر من 3400 شخص في أربع من دول غرب أفريقيا، ووصل إلى الولايات المتحدة بعد تأكد إصابة أول حالة بالمرض، في دالاس، هذا الأسبوع.

وبعدما وجهت المراكز الأمريكية للوقاية من الأمراض ومكافحتها تحذيراً جديّاً من أن الفيروس قد يصيب ما يصل إلى 1.4 مليون شخص، تساءل كثير من العاملين في مجال الصحة، والسياسيين، عن السبب الذي جعل الأزمة تخرج عن نطاق السيطرة إلى هذا الحد.

في المرات السابقة التي ظهرت فيها الإيبولا في أفريقيا توفي 1500 شخص.

ويلقي بعض موظفو الإغاثة ومسؤولو الأمم المتحدة باللوم على عدم وجود قيادة لمنظمة الصحة العالمية للاستجابة لحالات الطوارئ خاصة في المراحل الأولى عندما يكون احتواء المرض أسهل. ويقولون إن مسؤولي المنظمة قللوا من شأن التفشي.

اتهامات بالتقصير
وحذرت جوان ليو رئيسة أطباء بلا حدود من أن منظمتها غير قادرة على التعامل مع العدد المتزايد من ضحايا الإيبولا، واتهمت منظمة الصحة العالمية بالتقصير في دورها وهو مساعدة الدول الأعضاء على مواجهة الطوارئ الصحية.

ورداً على الانتقادات يقول مسؤولو منظمة الصحة العالمية إنهم يتعرضون للضغوط جراء سلسلة من الأزمات الصحية. ويلقون باللوم في انتشار المرض بهذا الشكل على أنظمة الرعاية الصحية الضعيفة، وعدم تعاون السكان في الدول الأفريقية الفقيرة التي لازالت تتعافى من حرب أهلية في التسعينيات.

ويقول كبار مسؤولي منظمة الصحة العالمية، ومنهم مارجريت تشان المديرة العامة للمنظمة، إن دور المنظمة ليس إنشاء عيادات للعلاج من الإيبولا أو إطلاق الحملات وإنما تقديم النصح للدول الأعضاء حتى تفعل ذلك.

لكن وبعد مناشدة مباشرة من زعماء غينيا وليبيريا وسيراليون -أكثر الدول تضرراً من وباء الايبولا- لمطالبة الأمم المتحدة بمضاعفة العمل في سبيل مكافحة المرض، تدخل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وشكّل، الأسبوع الماضي، مهمة خاصة تابعة للمنظمة الدولية، مما يحرم منظمة الصحة العالمية فعلياً من دورها التنسيقي.

ميزانية المنظمة
وقال لورانس جوستين، وهو أستاذ في قوانين الصحة العالمية في جامعة جورج تاون "أتمنى أن تصبح أزمة الإيبولا نقطة تحول لمنظمة الصحة العالمية.. وصرخة تنبيه مطلوبة. إن ميزانية منظمة الصحة العالمية وقدراتها على الاستجابة آخذة بالتداعي".

وتقول شخصيات مطلعة من داخل منظمة الصحة العالمية، إنها من أكثر الوكالات المسيسة في الأمم المتحدة، حيث تسيطر الحكومات على العمليات الإقليمية للمنظمة. وتعين حكومات المنطقة مدير المكتب الأفريقي الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ومقره في برازافيل بالكونجو، ويكون له حرية التصرف في أموال تجمع محلياً مما يمنحه شكلاً من أشكال الحكم الذاتي بعيداً عن جنيف.

وقال دبلوماسي مطلع على أنظمة الإدارة في منظمة الصحة العالمية "ليس للمانحين ولا لمقر المنظمة سيطرة حقيقية عليه. "لم يكن هناك أي شخص من المكتب الأفريقي الإقليمي ليرد على طلبات التنسيق. لم يكن لهم وجود بالمرة طوال الوقت".

ونفى الدكتور لويس سامبو، مدير المكتب الأفريقي الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أن تعامل مكتبه مع الأزمة اتسم بالبطء وقال إنه أرسل على الفور إلى غينيا منسقاً للطواريء وخبراء دوليين كما قدم الأموال لمساعدة حكومتها.

المساهمون