انتعاش سوق تنزيلات أسعار الأدوية في مصر

09 ديسمبر 2019
تنزيلات الأدوية في مصر تثير التساؤلات (Getty)
+ الخط -

كشف عدد من المراقبين في سوق الأدوية بمصر، عن استفحال ‏ظاهرة "حرق الأدوية"، والتي تحدث على مدار العام، لكنها ‏تكون أكثر انتعاشًا خلال شهر ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

والمقصود بحرق أسعار الدواء، هو عقد صفقات بخصومات أكثر ‏من المعلن عنها من قبل الشركة، وغالباً يكون الفاعل الرئيسي ‏في هذه العملية هو مندوب الدعاية، والذي يتوسط بين شركة ‏التوزيع ومخزن الأدوية، على أن يتحمل نسبة خصم إضافية ‏يدفعها من جيبه الخاص للمخزن، مقابل شراء الصفقة المتفق ‏عليها.‏

ويؤكد علاء محمد، مسؤول مبيعات بإحدى مخازن الأدوية، أنه ‏بشكل شبه يومي يتردد على المخزن "مناديب" شركات ‏الأدوية، بهدف عرض منتج الشركة بخصومات أعلى من المعلن ‏عنها، وهو ما يُعرف في عرف السوق بـ"الحرق".‏

ويوضح لـ"العربي الجديد"، أن المندوب يتفق مع المخزن على ‏صفقة معينة من الأدوية التي يعمل في الدعاية لها، بحيث أن ‏المخزن يستلمها من شركة التوزيع بالخصم المعلن، عن طريق ‏فواتير رسمية، في الوقت الذي يدفع فيه المندوب للمخزن، نسبة ‏خصم أخرى من جيبه الخاص، حتى يحقق المستهدف من خطة ‏مبيعاته.‏

ويلفت مندوب آخر، يعمل بإحدى شركات الأدوية الخاصة، إلى أن ‏أكثر من 95 في المائة من المناديب الآن يمارسون سياسة حرق ‏الأدوية، وخاصة بعد اشتداد المنافسة ووجود أكثر من منتج ‏للصنف الواحد.‏

ويضيف لـ"العربي الجديد": يضطر المندوب للحرق، إما للحفاظ ‏على وظيفته، فبعض الشركات سرعان ما تستغني عن بعض ‏المناديب حال عدم تحقيقهم للخطة المستهدفة، وفي الغالب هؤلاء ‏يدفعون من مرتباتهم شهرياً الفرق بين نسبة خصم الشركة، ‏والنسبة المتفق عليها مع مخزن الأدوية بهدف تحقيق المستهدف ‏من مبيعاته، وآخرون يدفعون الفارق للحصول على الحوافز، ‏حال تحقيقهم للمستهدف.‏

ويقول الدكتور محمود حسن، مندوب دعاية سابق بإحدى شركات ‏الأدوية متعددة الجنسيات، إن المندوب يضطر لممارسة سياسة "‏حرق الأدوية"، لأنه حال عدم  تحقيق المستهدف من مبيعات ‏الشركة التي يتولى الدعاية لمنتجها، يتم الخصم من راتبه، وفي ‏حال تخطى هذه النسبة يحصل على حافز إضافي، فهو يضحي ‏بجزء من راتبه على أمل تعويضه من الحوافز.‏

ويكشف لـ"العربي الجديد" أنه خلال 7 أشهر ماضية، وبدون ‏مقدمات بدأت العروض تنهال على الصيدليات من قبل مخازن ‏الأدوية بنسب خصم تزيد عن المعلن من قبل الشركات بحوالي ‏‏15 في المائة، وبسؤال القائمين على إدارة هذه المخازن، عن ‏هذه الخصومات المبالغ فيها، كانت الإجابة واحدة: "فيه ريحة ‏غسيل أموال".‏

وأظهر تقرير صادر عن مؤسسة‎ ‎‏"‏ims‏"‏‎ ‎العالمية للمعلومات ‏الصيدلانية، أن شركات الأدوية العاملة في السوق المصري ‏حققت مبيعات بقيمة 63.7 مليار جنيه خلال العشرة أشهر ‏الأولى من 2019، بزيادة 16.8% عن نفس الفترة من 2018‏‎.‎

وتصدرت "نوفارتس" السويسرية القائمة، بمبيعات 4.5 مليارات ‏جنيه، ثم جلاكسو سميثكلاين البريطانية بـ3.8 مليارات جنيه، ‏وحلت سانوفي الفرنسية في المركز الثالث بـ3.3 مليارات جنيه‏، وجاءت (فاركو) رابعًا بـ3.1 مليارات جنيه.‏

المساهمون