انتشلت فرق الإغاثة الإندونيسية، اليوم الثلاثاء، المزيد من أشلاء ضحايا ركاب طائرة "ليون إير" التي تحطمت في بحر جاوة أمس، وعلى متنها 189 شخصاً. في حين طلبت إندونيسيا من شركات الطيران فحص كل طائرات "بوينغ 737 ماكس".
وكانت الطائرة، وهي من طراز "بوينغ 737 ماكس"، وضعت في الخدمة قبل بضعة أشهر، قد طلبت العودة إلى مطار العاصمة قبل أن ينقطع اتصالها مع برج المراقبة بعد 13 دقيقة على إقلاعها. ونقلت السلطات عن شهود عيان أنهم شاهدوا الطائرة تسقط في البحر.
ويشارك عشرات الغواصين في جهود البحث والإنقاذ في موقع اختفاء الطائرة التي أضرت بسمعة قطاع الطيران الإندونيسي لجهة السلامة. واستبعدت فرق البحث والإنقاذ، منذ مساء أمس الإثنين، العثور على ناجين، نظراً لحالة الأشلاء، مشيرة إلى احتمال تحطم الطائرة على عمق 30 إلى 40 متراً في المياه قبالة سواحل جزيرة جاوة.
وقال رئيس الوكالة الوطنية الإندونيسية للبحث والإنقاذ لتلفزيون "مترو"، محمد سياوغي: "إن الفرق نقلت حتى الساعة 14 كيساً من الأشلاء والمقتنيات العائدة للضحايا من ملابس وأحذية ومحافظ. وأرسلت إلى مستشفى الشرطة في جاكارتا لإجراء فحوص الحمض النووي للتعرف إليها". وكانت العائلات المفجوعة تنتظر نتائج الفحوص.
— ksimtrichy (@ksimtrichy) ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأضاف سياوغي "نأمل أن نتمكن من العثور على هيكل الطائرة، تم جمع كل ما كان يطفو على سطح المياه، وهذا لا يمكن الاعتماد عليه".
وأكد نائب قائد الشرطة الوطنية اري دونو سوكمانتو، العثور على أشلاء رضيع. كذلك صرّح وزير النقل الإندونيسي بودي كاريا سومادي، اليوم الثلاثاء، قائلاً "أمرتُ الشركات بفحص كل (طائرات) بوينغ 737 ماكس".
— Real News Line (@RealNewsLine) ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت اللجنة الوطنية لسلامة النقل إن الطائرة كانت تقل 178 بالغاً وطفلاً ورضيعين، وطيارين اثنين وستة من أفراد الطاقم على الرحلة "جي.تي-160". ومن بين الركاب، كان هناك عشرون موظفاً من وزارة المالية الإندونيسية والرياضي الإيطالي السابق اندريا مانفريدي.
— Renishaa_8 (@renishaasha) ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقال المتحدث باسم وكالة البحث والإنقاذ يوسف لطيف "أولويتنا العثور على الحطام الرئيسي للطائرة باستخدام خمس سفن حربية مزودة بأجهزة سونار للكشف عن معادن تحت المياه". ولم يتم بعد العثور على الصندوقين الأسودين. وكانت الطائرة في طريقها إلى مدينة بنغال بينانغ بجزيرة بلينتونغ عندما فقد الاتصال بها حوالي الساعة 6.30 صباحاً (23.30 ت. غ).
وأفادت "ليون إير" بأن الطائرة وضعت في الخدمة في آب/ أغسطس 2018. وأكدت أن الطيار ومساعده لديهما أكثر من 11 ألف ساعة طيران وخضعا لفحوص طبية وفحص مخدرات. وأقر مدير الشركة إدوارد سيريت، أمس الاثنين، بأن الطائرة تعرضت لمشكلة فنية تم تصليحها في بالي قبل أن تتوجه إلى جاكارتا، واصفاً ذلك بـ"الإجراء العادي".
— Loui (@prosabulanjuni) ٣٠ أكتوبر ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وبحسب شبكة "بي بي سي"، أورد سجل تقني وجود جهاز لقراءة السرعة "لا يمكن الاعتماد عليه" على رحلة بالي-جاكارتا الأحد، وقراءات مختلفة للارتفاع على جهازي الطيار ومساعده.
وعبرت مجموعة بوينغ الأميركية عن "حزنها العميق" للأنباء المتعلقة بالحادث وتعاطفها مع الأهالي، مؤكدة أنها "مستعدة لتقديم المساعدة التقنية للتحقيق في الحادث". وكانت بوينغ قد علقت بيع طائرة 737-ماكس بعد أيام على أول تسليم تجاري لها العام الماضي، إثر مشكلة في المحرك، بحسب موقع "إيرلاينر ريتنغز" المتخصص في سلامة الطيران. وذكر الموقع أن محركات الطائرة يتم إنتاجها في مشروع مشترك بين "جنرال إلكتريك" ومقرها الولايات المتحدة ومجموعة سفران الفرنسية لمحركات الطائرات.
وتعتمد إندونيسيا، الأرخبيل الواقع في جنوب شرق آسيا ويتألف من 17 ألف جزيرة متفاوتة الحجم، إلى حد كبير على النقل الجوي وتشهد حوادث باستمرار. وتُعد شركة "ليون إير" أكبر شركة للطيران منخفض التكلفة في إندونيسيا. وأعلنت في وقت سابق هذا العام عزمها شراء 50 طائرة "بوينغ 737 ماكس" مقابل 6.24 مليارات دولار.
وبعد الحادث، بدأت الأخبار الكاذبة تنتشر عبر الإنترنت، ومنها ما أفاد عن نجاة رضيع في حين قيل إن ثمة فيديو يُظهر ركاباً مذعورين. ونفى المتحدث باسم جهاز إدارة الكوارث سوتوبو بوروو نوغروهو "المعلومتين".
ويشهد القطاع الجوّي الإندونيسي نمواً كبيراً لكن تنظيمه لا يزال ضعيفاً. وشهدت طائرات "ليون إير" حوادث عدة كان أخطرها عام 2004 عندما خرجت طائرة عن المدرج في سولو (وسط جاوة)، ما أسفر عن 26 قتيلاً.
(فرانس برس)