انتخابات المغتربين: لبنان على صورته

30 ابريل 2018
من تصويت اللبنانيين في فرنسا (الان جوكارد/فرانس برس)
+ الخط -
غاب عن مشهد اقتراع اللبنانيين المُغتربين مشهد شوي اللحوم والنراجيل، وحضر كل ما دون ذلك من لزوم "الجو" اللبناني. دبك المُغتربون بعد أن أدلوا بأصواتهم في بعض البلدان العربية، وهتفوا بلسان عربي ثقيل لزعيمهم السياسي في عدد من الدول الغربية. لم تُغيّر سنين وعقود الغربة من هؤلاء. يقول الصحافيون الذي غطوا العملية في الخارج إن المُغتربين يحتفظون بصورة نوستالجية للبنان وللزعماء السياسيين من أصحاب الخطابات الرنانة. فات هؤلاء المُغتربين أن الوعود طُويت واستبُدلت بالتفاهمات الثنائية والتحالفات الثلاثية والرباعية، وأن لبنان لم يعد سويسرا الشرق، بقدر ما بقي اللبنانيون على لبنانيتهم في بلدان الانتشار.
من غرفة عمليات وزارة الخارجية شاهد رئيس الجمهورية ميشال عون شعبه المنتشر في كل دول العالم. وشاهد مُتابعون ومراقبون عشرات المخالفات التي تم ارتكابها أمام عدسات كاميرات النقل المُباشر في مُختلف بلدان الانتشار اللبناني. عبّرت كلتا الصورتين عن الواقع اللبناني في العالم، ولكن قلّة فقط استطاعت "تجاوز الانبهار بإنجاز أول انتخابات للمغتربين"، والحديث بموضوعية عن الاستحقاق المُستجدّ في لبنان. نزيهة أو غير نزيهة؟ هذا هو السؤال الأكبر في هذه الانتخابات، والذي حوله ناشطون إلى حملة إلكترونية لتعداد المخالفات. وما أكثرها.
سبق إجراء الانتخابات جولات سياسية طويلة ومُكلفة للسياسيين اللبنانيين القادرين أو المسافرين على حساب الدولة من أجل الانتخابات فقط. تحولت هذه الجولات إلى خلاف سياسي بين بعض القوى المحلية، فانكشف سريعاً واقع الاغتراب اللبناني. نحن مُنقسمون في الخارج، كما في الداخل. نحن سنة وشيعة ومسيحيون ودروز في الخارج، كما في لبنان. لسنا موحدين. ويمكن لأي رقصة دبكة في أي سفارة لبنانية أن تتحول إلى خلاف سياسي جديّ.
أما السياسيون، فقد عكست هذه الانتخابات نظرتهم إلى المُغتربين كحنفية مفتوحة للتمويل، وكامتداد طائفي لهم في العالم. وكجنود مؤتمنين للنوم قرب صناديق الاقتراع قبل نقلها إلى لبنان، لأن الأحزاب المتنافسة وحتى المتحالفة في الانتخابات لا تثق ببعضها، ولا تثق حكماً بالحكومة التي تجمعها.
دلالات
المساهمون