انتحار التلاميذ في الهند

15 نوفمبر 2016
احتمال الرسوب هاجسهم الأكبر (بيجو بورو/ فرانس برس)
+ الخط -
الضغوط المدرسية على التلاميذ في الهند تزيد من حالات الانتحار في صفوفهم بحسب موقع "كي بي آر". يشير الموقع إلى أنّ ولاية ماديا براديش وحدها شهدت انتحار أكثر من 40 تلميذاً في الفترة التي أعقبت امتحانات نهاية العام قبل شهرين، وذلك بسبب النتائج السيئة التي حققوها.

ليس الأمر متعلقاً بامتحانات نهاية العام فقط، إذ شنق أبهيشيك ساهو (17 عاماً) نفسه قبل بدء امتحاناته الأولية في مارس/ آذار الماضي. وكتب في رسالة اعتذار وجهها إلى والديه: "عذراً، أمي وأبي، لا أستطيع أن أجري امتحان الفيزياء. لا يمكنني أن أرسب فيه". وبحسب مدير المدرسة، فقد كان ساهو تلميذاً منضبطاً ونشيطاً ويشارك في مختلف النشاطات. يضيف المدير: "ما كتبه قبل انتحاره يؤكد أنّه كان قلقاً جداً من عدم قدرته على النجاح في الفيزياء. الخوف من الفشل في الامتحان هو الذي أنهى حياته".

تلميذ آخر يبلغ من العمر 16 عاماً ويدرس في الصف الحادي عشر هو أديتيا سينغ من مدينة بوبال الواقعة أيضاً في ماديا براديش. كان الفتى مغنياً معروفاً في منطقته، لكنّه شنق نفسه في حديقة منزل العائلة في فبراير/ شباط الماضي، بعد علمه برسوبه في امتحان الرياضيات.

يعلق ضابط الشرطة راجيش بودوريا: "تحقيقاتنا أشارت إلى أنّ أديتيا كان فتى مميزاً دراسياً حتى الصف العاشر. لكنّه في الحادي عشر التهى بالموسيقى والغناء وتأخرت علاماته المدرسية مع عدم تمكنه من التركيز على الدرس. أصدقاؤه قالوا إنّه عانى من اكتئاب بسبب أدائه، خصوصاً أنّ مدرسي الرياضيات والكيمياء وجها إنذاراً إليه بأنّهما سيطلبان طرده من المدرسة في حال عدم تحقيقه نتائج جيدة في الامتحانات".

هذا الأمر هو ما يدفع والدة أديتيا إلى اتهام المدرسة بقتل ابنها، وتحميلها مسؤولية انتحاره، مع إعلانها أنّ التلاميذ يواجهون ضغوطاً أكبر مما ينبغي في المدرسة، ما يوصلهم إلى نقطة الانهيار.

تشير الإحصائيات الرسمية إلى أنّ الولاية نفسها الواقعة في وسط الهند ارتفع فيها معدل انتحار التلاميذ بمعدل ثلاثة أضعاف من عام 2005 عندما انتحر 199 تلميذاً إلى عام 2014 وفيه انتحر نحو 600 تلميذ.

هذه الإحصائيات هي من الأسباب التي دفعت حكومة الولاية إلى تنظيم حملة على المدارس لتخفيف الضغوط عن التلاميذ. ويقول وزير التعليم في الولاية ديباك جوشي: "نخطط لتوظيف مستشارين نفسيين في المدارس لتوجيه التلاميذ ومساعدتهم على التعامل مع الضغوط المدرسية، خصوصاً في فترة الامتحانات. نريد أن نبني مناخاً جيداً لا يجبر التلميذ على اتخاذ خطوة الانتحار تلك".

المساهمون