امتعاض "الرئاسي" من غموض الموقف الفرنسي تجاه انقلاب حفتر

19 سبتمبر 2016
سيطر حفتر على الهلال النفطي (عبدالله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -


فشل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، برئاسة فائز السراج، في الحصول على موافقة فرنسا لإدانة مساعي اللواء خليفة حفتر العسكرية، لا سيما تحركه الأخير بالسيطرة على منطقة الهلال النفطي، ما يطرح تساؤلات عن تغير الموقف الدولي من المشهد في البلاد.

ووصل نائب رئيس المجلس الرئاسي، أحمد معيتيق، يرافقه وزير الدفاع المفوّض المهدي البرغثي، أمس الأحد، إلى باريس للقاء مسوؤلين فرنسيين، لبحث توضيح علاقة فرنسا بحفتر.

وأبلغ معيتيق، بحسب ما أفادت مصادر مقربة منه، الحكومة الفرنسية امتعاضاً من موقفها "الغامض" إزاء الأحداث في ليبيا، لا سيما عدم وضوح موقفها من حفتر واقتحامه منطقة الهلال النفطي، أخيراً.

وقالت المصادر لـ"العربي الجديد"، إنّ "معيتيق أبلغ الجانب الفرنسي أنّ قبول دعوة زيارة رئيس حكومة الوفاق، فائز السراج، خلال الشهر الحالي، متوقفة على إصدار فرنسا بياناً رسمياً تدين فيه عمليات حفتر، إلا أنّ فرنسا رفضت".

وتناقلت بعض الصحف الأجنبية، أمس الأحد، تسريبات عن مسؤولين فرنسيين تعكس عدم رضا الجانب الفرنسي حيال تصرفات حفتر، أخيراً. ونقلت عن مسؤول فرنسي قوله "ستنفذ جهات أخرى عمليات مماثلة للعملية العسكرية التي نفذها حفتر أخيراً"، قبل أن يتحرّك رئيس حرس المنشآت النفطية، إبراهيم الجضران، لإطلاق عملية عسكرية لاستعادة سيطرته على موانئ النفط.

وبعد بيان الدول الست المطالب بضرورة انسحاب قوات "الكرامة" التابعة لحفتر من الهلال النفطي بدون شروط مسبقة، لم يصدر عن مسؤولي الدول الغربية أي تعليق على هذه الأحداث باستثناء بعض التعليقات الموجزة على صفحات شخصية على "تويتر" لبعضهم.

واعتبر السفير البريطاني في ليبيا، بيتر ميليت، على صفحته عبر "تويتر"، أمس الأحد، أنّ العمليات القتالية في الهلال النفطي "ستضر بالاقتصاد الليبي وتعرقل تصدير النفط". في حين، رحّب المبعوث الخاص للرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى ليبيا، جوناثان ونير، على صفحته عبر "توتير"، بـ"جهود مؤسسة النفط لاستعادة التصدير"، داعياً إلى وقف العمليات القتالية وانسحاب الجيوش من منطقة الهلال.

ويبدو أنّ فشل حرس المنشآت النفطية التابع للمجلس الرئاسي في استعادة السيطرة على منطقة الهلال، أمس الأحد، سيفرض إعادة النظر في التوازنات العسكرية، وتحديد أولويات المرحلة المقبلة، خصوصاً بعدما فقد المجلس الرئاسي مكسبه الكبير الذي أعطاه احترام المجتمع الدولي جراء انتصاره على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وقرب إنهاء وجوده في سرت.

ولا يخفى أنّ مساعي المجتمع الدولي لإرغام الأطراف الليبية اعتبار المجلس الرئاسي سلطة تنفيذية في البلاد، اصطدمت مع انتصارات حفتر وحلفائه السياسيين المحليين والإقليميين، سواء على الصعيد العسكري أو السياسي، إذ انحازت مؤسسة النفط بإدارتيها في طرابلس وبنغازي إلى جانب حفتر، وأعلنتا بدء تصدير النفط.

وتبعاً لمستجدات المشهد الليبي، من المرجح أن تكون البلاد مقبلة على مشهد جديد بملامح أخرى لا يمكن التهكن بها، لكنها حتماً ستكون بعيدة عن التفاهمات السابقة.



المساهمون