امتحانات مصر: طلاب غابت أجسادهم وحضرت صورهم

10 يونيو 2014
صور الشهداء داخل لجان الامتحانات المصرية
+ الخط -

داخل لجان امتحانات المعهد العالي للهندسة، بمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية، كانت صور الطلاب الذين غيّبتهم الشهادة والاعتقال عن امتحانات نهاية العام حاضرة بقوة، حيث بدت وكأنها لوحة تعبّر عن تحية الطلاب وتقديرهم لزملائهم، الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وحريته وكرامته.

يقول الطالب محمد جلال، القائم على تنظيم الفعالية، لـ"العربي الجديد": "أجساد الشهداء وإن غابت فإن أرواحهم باقية بيننا، وهذا ما دفعنا إلى تنظيم عرض ثوري تحت عنوان (أنا مش رقم) لتأكيد أن شهداءنا أحياء في الذاكرة، وأننا على طريقهم سائرون، فرفعنا صورهم على مقاعد اللجان وكتبنا أسماءهم على اللافتات لنحيي ذاكرة الذين قتلوا في سبيل هذا الوطن".

وأينما وجهت نظرك داخل لجنة الامتحانات، ستجد مقاعد مخصصة لصورة الطالب الشهيد أبو عبيدة كمال نور الدين، الذي ارتقى شهيداً برصاص قوات الأمن يوم مجزرة فض ميدان رابعة العدوية، وصورة للطالب الشهيد محمد توفيق الذي قتل برصاص الجيش في أحداث الحرس الجمهوري، وأخرى للشهيد عبد الرحمن حسين الذي سقط في أحداث رمسيس الثانية، وصورة للشهيد محمد سعيد الذي قتل في أحداث المنصة بميدان رابعة العدوية.

ويقول جلال إن "زملاءهم المعتقلين كانوا أيضاً حاضرين في أذهان الطلاب وداخل لجان الامتحانات"، حيث رفع الطلاب صورهم وأسماءهم على اللافتات مرددين نشيد: أخي أنت حر وراء السدود.

وأضاف، "أن الفعالية لاقت تفاعلاً كبيراً من جانب طلاب المعهد الذي نظموا عقب انتهاء الفاعلية وقفة تضامنية خارج المعهد تقديراً لأرواح الشهداء وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين".

ويعدّ معهد العاشر من رمضان أكبر المعاهد المصرية التي قدمت شهداء ومعتقلين منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز الماضي، إذ بلغ عدد شهدائه حتى الآن 12 شهيداً من الطلاب الذين سقطوا برصاص الجيش والشرطة في الأحداث المتتالية منذ انقلاب الثالث من يوليو، كما أن للمعهد نحو 40 معتقلاً يقبعون خلف الأسوار، بينهم أستاذ جامعي ومشرف بالمدينة الجامعية وأحد الموظفين الإداريين بالجامعة.

المساهمون