بدا رئيس الوزراء اليوناني، أليكسيس تسيبراس، في طهران متناسقاً تماماً مع مظهر مرافقيه الإيرانيين، حيث بدا منظر عشرات الرجال الذين لم يرتد أي منهم ربطة عنق مع اختلاف الدوافع والأسباب.
ورغم أن تشابه مظهر تسيبراس مع مضيفيه الإيرانيين غير مقصود، فقد عمد رئيس الوزراء اليونان إلى إظهار أكبر قدر من التناغم معهم في مجالات السياسة والاقتصاد.
وبعيد أيام من زيارة الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لكل من إيطاليا وفرنسا، توجه تسيبراس إلى طهران. وكأن اليونان أرادت أن تسابق غيرها لتنال حصتها من الكعكة الإيرانية.
وذكرت وسائل الإعلام اليونانية أن الإيرانيين مهتمون بالدخول إلى شركة النفط الإيرانية. ونسبت صحيفة "كاثيميريني" إلى نائب وزير النفط الإيراني، أمير حسين زمانينيا، الذي زار أثينا قبل أسبوعين، تصريحات أكد فيها التوقيع على إطار اتفاقية لجدولة ديون الشركة اليونانية. وحول بيع الشركة، قال المسؤول الإيراني إن القطاع الخاص في بلاده مستعد للإسهام في مشروع البيع، الذي سيكون بدعم من وزارة النفط الإيرانية.
وقالت الصحيفة إن وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، ربط الديون المستحقة على الشركة اليونانية لصالح شركة النفط الإيرانية، التي تقدر بحوالي 755 مليون دولار، بشراء أسهم في الشركة اليونانية للنفط.
لكن الصحيفة نفسها أوردت نفي وزير الطاقة اليوناني، بانوس سكورليتيس، وجود أي خطط لبيع حصة الدولة اليونانية في شركة النفط اليونانية.
وأكد أليكسيس تسيبراس، خلال زيارته للحديقة التقنية في طهران، أن البلدين يمكن أن يتعاونا في مجال مثل الطاقة والتجارة والثقافة والملاحة، مشيرا إلى أن أثينا تستطيع أن تكون جسر الوصل في موضوعات الطاقة والاقتصاد والتجارة بين إيران والاتحاد الأوروبي.
ورافق تسيبراس إلى طهران ممثلون عن شركات يونانية في قطاعات الإنشاءات والملاحة والتقنيات والأدوية والسياحة. وترتبط شركات يونانية تنشط في عدة قطاعات بروابط قديمة مع السوق الإيرانية. وقد لحقت خسائر هامة بتلك الشركات جراء العقوبات التي فرضت على طهران بسبب برنامجها النووي.
ويبدو أن الإعلام الإيراني قابل الزيارة بنفس الحماسة، فقد ركزت وسائل إعلام إيرانية على رغبة مسؤولي البلدين في توسيع إطار التعاون الثنائي.
وذكر يورغوس تسيبراس، الأمين العام للعلاقات الاقتصادية في الخارجية اليونانية، أن طهران تريد من أثينا أن تكون باباً تدخل منه إلى الاتحاد الأوروبي.
وأوضح أن زيارة تسيبراس إلى إيران تهدف إلى رفع مستوى العلاقات بين أثينا وطهران على غرار إيطاليا وفرنسا، اللتين سبقتا اليونان إلى ذلك، لافتا إلى أن إيران تشكل ثاني أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط.
ويقول عبد اللطيف درويش، أستاذ التنمية في جامعة أثينا، إن بين البلدين مصالح تجارية تمتد إلى ما قبل فرض الغرب عقوبات على طهران. وذكر من هذه المصالح التسهيلات الإيرانية لليونان في عملية شراء النفط الإيراني بأسعار تفضيلية.
وأضاف أن اليونانيين يرغبون في تجديد تلك العقود مع توقيع عقود أخرى في مجال التعاون التكنولوجي والسياحة والبناء والتدريب المهني والتعليم، رغم علم أثينا أن الدول الأوروبية الأخرى أكثر تقدماً منها في أكثر هذه المجالات.
وقال إن اليونان كانت دائما تحاول ألا تتخذ مواقف متشددة أو معادية لإيران، مع التزامها ببعض قوانين العقوبات التي فرضها الغرب على طهران.
وتوقع تطوراً في علاقات البلدين في الكثير من المجالات المشتركة، لا سيما في التدريب على إدارة الموانئ والشؤون البحرية التي تعتبر اليونان رائدة فيها، كما سيتم التوقيع على عقود استثمارية في الجزر اليونانية إضافة إلى سعي إيران إلى تمويل العديد من المشاريع اليونانية في القطاعين الخاص والعام.
اقرأ أيضا: إيران تتخلى عن الدولار في مبيعات النفط