يعتبر اليوم الرياضي لدولة قطر أحد أبرز الأيام التي تلمع فيها "الرياضة" في مختلف الأماكن والمؤسسات في البلاد التي تستعد لأهم حدث رياضي في الأرض، وهو استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 كأول دولة عربية في تاريخ المونديال.
وبما أن قطر خصصت يوماً رياضياً وفعاليات رياضية وحركية في اليوم الرياضي، وهي الدولة العربية التي تستضيف أكبر الأحداث الرياضية في مختلف الألعاب، فإنها شيّدت منشآت ضخمة بمواصفات عالمية.
وفي الوقت الذي يمارس خلاله حالياً، عشرات الآلاف من المواطنين القطريين والمقيمين من كافة شرائح المجتمع أنواعاً عديدة من الرياضة في احتفالية كبيرة لأجل إثبات حب البلد العربي للرياضة؛ تستعدّ هذه المنشآت الرياضية الضخمة في قطر لاستضافة أكبر الأحداث.
استادات المونديال... تُحف معمارية
وتواصل اللجنة العليا للمشاريع والإرث، وهي الجهة المسؤولة عن تنفيذ مشاريع كأس العالم قطر 2022 تهيئة العديد من الاستادات المميزة لاستضافة البطولة العالمية المرتقبة التي ينتظرها العالم بأسره، وضم ملف ترشيح قطر 2022 إنشاء 12 استاداً كما هو الحال في ملفات جميع الدول التي تتقدم لنيل شرف الاستضافة، وسيتم تقديم المقترح النهائي لعدد الملاعب في الوقت المحدد وتبعاً لمتطلبات "فيفا"، باعتبار أن الحد الأدنى هو 8 استادات والحد الأقصى هو 12 ملعباً، ولكن بحسب الوضع الحالي هناك تقدم في إنشاء 8 ملاعب، 7 منها شيدت من نقطة الصفر فيما تم تحديث الاستاد الثامن وهو استاد خليفة الدولي الذي افتتح في شهر مايو/أيار 2017.
وتتواصل الوتيرة بشكل تصاعدي في إنشاء تلك الاستادات، بل ما يلفت النظر التصاميم المذهلة التي كشفت عنها اللجنة العليا للمشاريع والإرث في الفترات السابقة للاستادات تلك التي تستعد لاحتضان العرس العالمي، والملاعب الثمانية هي استادات: البيت والريان والثمامة والوكرة وخليفة الدولي ولوسيل ومؤسسة قطر وراس أبو عبود.
وأطلقت اللجنة العام الماضي أول ملعب لكأس العالم قابل لإعادة التركيب كلياً، وهو ملعب راس أبو عبود، سابع ملاعب قطر 2022 الذي تم الكشف عن تصميمه حيث يمكن إعادة تركيب الملعب الذي يتّسع لإجمالي 40 ألف متفرّج في موقع آخر أو تقسيمه لفضاءات أصغر حجماً، ما يجعله متفرّداً عن أي ملعب آخر تمّ بناؤه لاستضافة منافسات كأس العالم، وهيكله مكون من أجزاء مركّبة يشتمل كلّ منها على مقاعد قابلة للتفكيك وأكشاك للبيع وغيرها من العناصر الأساسية في أي ملعب في العالم.
وتم أيضاً العام الماضي الكشف عن تصميم استاد الثمامة الذي جاءت مخططات تشييده ليكون متوافقاً مع مستوى 4 نجوم، وهو المستوى الأعلى وفق نظام تصنيف الأبنية الخضراء الذي تم تطويره في قطر بما يتوافق مع معايير فيفا للأبنية، كما تم اختيار مواد البناء بعناية من مصادر معاد تدويرها.
وبالنسبة لاستاد البيت في مدينة الخور الذي يتسع لـ 60 ألف متفرج وهو ينافس أفضل استادات العالم، حيث يستوحي الاستاد الذي تقوم بتنفيذه مؤسسة أسباير زون اسمه من "بيت الشعر"، الخيمة التي سكنها أهل البادية في قطر ومنطقة الخليج على مر التاريخ، في حين يمتاز استاد الريان الذي يتسع لـ 40 ألف مشجّع بأن تصميمه من الأجزاء المكونة للمنطقة المحيطة بالاستاد وبعد انتهاء بطولة كأس العالم لكرة القدم، ستنخفض الطاقة الاستيعابية للاستاد المكون إلى النصف، حيث سيتم تفكيك النصف الآخر من المقاعد ومنحها لمشاريع تطوير كرة القدم حول العالم.
ويمتاز استاد مؤسسة قطر الذي سيشيد وسط مدينة تعليمية وسيستضيف المباريات المونديالية إلى دور ربع النهائي، بتقنيات التبريد المتطورة الموجودة كما هو الحال في جميع استادات كأس العالم ويضم مرافق كثيرة كملاعب تدريب لكرة القدم، وملاعب التنس وكرة السلة، ومركزاً للرياضات المائية، وملعباً للغولف، وعيادة صحية، وفنادق، ومتاجر.
وقبل أيام، تم الكشف عن أن نهاية العمل باستاد الوكرة الذي سيستضيف مباريات كأس العالم 2022 حتى الدور ربع النهائي، ستكون مع نهاية العام الحالي، وستبلغ سعته نحو 40 ألف مشجع قبل استضافة المونديال بما يقارب أربع سنوات، كما يتوقع أن يتم إنجاز أعمال بناء استاد البيت ذي السقف القابل للفتح والإغلاق والذي سيتألف من 1400 قطعة كذلك وتبلغ سعته 60 ألف مشجع في نفس التوقيت.
منشآت رياضية عالمية
شهدت قطر مُنذ استضافة دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة في عام 2006 تطورًا هائلاً في البنية التحتية الرياضية، وتم إنشاء العديد من المدن والمنشآت الخاصة باستضافة الأحداث الكبرى، إذ تم إنشاء منطقة "أسباير" التي أضحت صاحبة شهرة واسعة في ظل تواجد مستشفى أسبيتار الطبي الذي يرتاده نخبة نجوم العالم من أجل العلاج من الإصابات، تضم المنطقة أيضاً استاد خليفة الدولي ومُجمع حمد الدولي للرياضات المائية وقُبة أسباير، والتي تُعتبر أكبر استاد مُغطى في العالم ونادي الدوحة للغولف.
كما تحتضن قطر أيضاً مجمع خليفة الدولي للتنس والاسكواش، ناهيك عن صالة حمد بن عطية متعددة الأغراض القريبة من نادي السد الذي يضم بدوره مجمعاً رياضياً كبيراً، وهناك أيضاً مضمار الشحانية لسباقات الهجن ونادي الدوحة للسباق والفروسية وحلبة لوسيل الدولية لسباقات السرعة ونادي حلبة لوسيل الرياضي.
كما تتوفر في دولة قطر أماكن كثيرة يمكن من خلالها ممارسة الرياضة ليس فقط داخل الأندية الرياضية، وإنما أيضاً في مناطق ترفيهية على غرار الكورنيش وفي الحدائق العامة وفي المجمعات السكنية.