اليوم الرياضي لقطر..."رياضة من أجل الحياة"

11 فبراير 2020
تشهد قطر العديد من الفعاليات الرياضية (براين لينون/Getty)
+ الخط -
تتحول قطر اليوم الثلاثاء إلى ملاعب خضراء تستقبل عشرات الآلاف من المواطنين والمقيمين من شرائح المجتمع كافة، الذين يمارسون أنواعاً عديدة من الرياضة، منذ الصباح الباكر يستمتعون بالطقس المعتدل والأجواء المناخية المثالية في هذا التوقيت من كل عام، في اليوم الرياضي للدولة، الذي تنظمه اللجنة الأولمبية للعام التاسع على التوالي.


وتسعى اللجنة الأولمبية القطرية من خلال احتفالها باليوم الرياضي للدولة تحت شعارها "الرياضة من أجل الحياة"، إلى المساهمة في نشر الثقافة الرياضية ونمط الحياة الصحي، بعدما صدر في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2011 مرسوم أميري باعتماد يوم الثلاثاء الثاني من شهر فبراير/ شباط من كل عام، يوماً رياضياً سنوياً بقطر، في خطوة غير مسبوقة، قبل أن تتحول إلى ظاهرة إقليمية، وأوروبية، وعالمية.



وكشفت لجنة اليوم الرياضي عن الانتهاء من كل التحضيرات لانطلاق الفعاليات في جميع مناطق دولة قطر، بالإضافة إلى الأماكن التي حددتها وزارة الثقافة والرياضة للاحتفال بالفعاليات الرياضية في هذا اليوم. وأكد عبد الرحمن الدوسري، رئيس لجنة اليوم الرياضي للدولة ورئيس الاتحاد القطري للرياضة للجميع بحسب وكالة الأنباء القطرية، أن وزارة الثقافة والرياضة حرصت على تنوع الأماكن في جميع أنحاء البلاد لكي يشارك الجميع من مختلف الشرائح والأعمار في ممارسة الرياضة.

وقال الدوسري إن اليوم الرياضي للدولة مبادرة فريدة من نوعها على مستوى العالم، وجاءت هذه المبادرة لتكريس مفهوم أهمية الرياضة في حياة أفراد المجتمعات. كذلك فإن اليوم الرياضي للدولة يعزز من اهتمام القيادة بالإنسان، مشيراً إلى أن الرياضة اليوم أصبحت ضرورة في حياة الأفراد، ولم تعد نوعاً من الترفيه، بل أصبحت في ظل المتطلبات والمتغيرات الحياتية ضرورة، باعتبارها خط الدفاع الأول لمواجهة العديد من الأمراض غير الانتقالية مثل السكر وأمراض الضغط والسمنة، التي تعتبر بوابة لأمراض خطيرة جداً.



وأضاف أن الوعي بأهمية ممارسة الرياضة في المجتمع القطري، سواء من القطريين أو المقيمين، أصبح يزداد من سنة إلى أخرى، مشدداً على أهمية استثمار المنشآت الرياضية العملاقة في الدولة، التي لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم، بشكل أكبر لممارسة الرياضة، موضحاً أن الاحتفالات هذا العام ستكون موزعة على 9 مناطق مختلفة تشمل جميع أنحاء الدولة، حيث ستشهد فعاليات "الشرق" احتفال نحو 55 جهة.



وأصبح اليوم الرياضي في قطر نموذجاً يقتدي به العالم؛ إذ خصصت الأمم المتحدة يوماً رياضياً عالمياً، في السادس من إبريل/ نيسان من كل عام، بداية من 2014، ثم سار الاتحاد الأوروبي على الدرب نفسه، وخصص يوماً رياضياً لدوله، ما يُعزز أهداف رؤية "قطر 2030"، بالإضافة إلى حرص قطر على تطبيق "البرنامج الأولمبي المدرسي"، الذي يشجع التلاميذ على ممارسة الرياضية، كي تكون جزءاً أساسياً من حياتهم اليومية.

وباتت قطر محطّ أنظار العالم، بسبب تنظيمها للأحداث الرياضية الكبيرة، نظراً لوجود البنية التحتية والمنشآت المتطورة، وسبل الراحة التي توفرها للرياضيين مع الوفود المشاركة، بالإضافة إلى الحضور الجماهيري الكثيف لمتابعة مختلف أنواع المنافسات، ما جعلها تتلقى الإشادة من قبل جميع الاتحادات الرياضية العالمية.

وبعد تنظيمها للعديد من أبرز الأحداث الرياضية الكبيرة، تمكنت قطر من استضافة بطولة "خليجي 24" في نهاية عام 2019، التي شهدت مشاركة جميع الدول، بالإضافة إلى الدول التي فرضت عليها الحصار (السعودية، والإمارات، والبحرين)، لأول مرة، لتفوز البحرين باللقب لأول مرة بتاريخها، وتنجح قطر بشهادة جميع المنتخبات المشاركة في تنظيم بطولة ناجحة، وتتلقى على أثرها الإشادة الدولية والقارية.


ومع انتهاء بطولة "خليجي 24"، عادت العاصمة القطرية الدوحة لتصبح محطّ اهتمام الجماهير العربية والعالمية، بسبب استضافتها بطولة كأس العالم للأندية، التي فاز بها ليفربول الإنكليزي لأول مرة في تاريخه، بعد انتصاره بصعوبة بالغة في المواجهة النهائية التي جمعته مع منافسه فلامينغو البرازيلي على استاد خليفة الدولي.



وتؤكد قطر للجميع أنها باتت مستعدة لاستضافة بطولة كأس العالم في عام 2022، لأول مرة في تاريخها وبمنطقة الشرق الأوسط، بعدما استضافت أبرز الأحداث الكروية على ملاعبها، ودشنت في الـ16 من شهر مايو/ أيار الماضي استاد الجنوب في مدينة الوكرة، الذي يعد أول ملعب مونديالي يُشيَّد بالكامل، والثاني من حيث الجاهزية بعد استاد خليفة الدولي، الذي أعيد افتتاحه بحلته الجديدة قبل عامين، لكن اليوم الرياضي في كل عام يُعد أحد أبرز المظاهر الرياضية التي تشهدها مختلف المُدن والمناطق في قطر.


ويسبق احتفال اللجنة عددٌ من الفعاليات بالتعاون مع عدد من الاتحادات الرياضية، وإقامة العديد من الفعاليات الرياضية والترفيهية التي تناسب أفراد المجتمع وشرائحه كافة، بعدما أتاحت اللجنة "القرية الرياضية" لروّادها فرصة المشاركة في عديد من الأنشطة والمسابقات في ألعاب القوى، وكرة السلة، والكرة الطائرة والجمباز وتنس الطاولة والملاكمة والمصارعة والتايكوندو والكاراتيه والجودو، بمشاركة عدد من نجوم فريق "العنابي"، وعلى رأسهم البطل الذهبي معتز برشم.



وستشمل الفعاليات سباق "الجري المرح" بمشاركة كبار المسؤولين، بالإضافة إلى إقامة ورش عمل رياضية تشمل رياضات الجمباز والفنون القتالية وحصصاً تدريبية للإناث، بالإضافة إلى استعراضات الأسلوب الحر في كرة القدم وغيرها من الفقرات الترفيهية.
دلالات
المساهمون