يُدرك الفرنسيون في عمومهم أن المتاجر العربية مفيدةٌ في عز الليل، في مدنهم، حين تقفل المتاجر الأخرى أبوابها، وخاصة السوبر ماركات. ورغم هذا لَمْ يُخفِ الكثيرون من منتخَبي اليمين المتطرف الفرنسي "الجبهة الوطنية" نيتهم في دفع هؤلاء التجار لمغادرة وسط المدن، عبر التضييق عليهم، وفرض أوقات معينة لإغلاق متاجرهم.
وقد بدأ هذا المسلسل عمدة مدينة بيزيي روبرت مينار، المقرب من حزب الجبهة الوطنية، وتبعه، قبل أيام، جوليان سانشيز، عمدة مدينة بوكير من حزب الجبهة الوطنية، الذي أصدر قانونين بلديين، يقضيان بإغلاق المتاجر التي يديرها فرنسيون مسلمون في المدينة أثناء الليل (من الحادية عشرة ليلاً إلى الثامنة صباحاً)، بذريعة توفير السكينة للسكان من الضجيج الذي تسببه هذه المتاجر.
أثار هذا القانون غضب الجالية العربية والإسلامية ودفع السيد عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا، التابع للمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، للتقدم للمحكمة باعتباره طرفاً مدنياً، في مؤازرة للتجار المشتكين.
وفي هذا الصدد، أكد لنا محمد زروليت، رئيس فدرالية الجمعيات المغربية في أوروبا، أن المستهدف، من دون أي شك، هم التجار الفرنسيون المسلمون، الذين يتم التضييق على مصادر رزقهم.
واعتبر هذا التصرف "عنصرياً، وفيه كراهية تجاه من لا يزال حزبُ "الجبهة الوطنية" المتطرف يعتبرهم أجانبَ، رغم أنهم فرنسيون ويدفعون الضرائب ويساهمون في رقيّ هذا البلد".
ورغم أنه أبدى ثقته بالقضاء الفرنسي، إلا أنه لم يُخف قلقَه من تكاثر بالونات الاختبار التي يطلقها ممثلو اليمين المتطرف ومنتخَبُوه، والتي تدفع، أحياناً، ممثلي اليمين التقليدي، لا سيما حزب "الجمهوريون" للدخول في مزايدات بشأنها.
وعدّد زروليت تصرفات سياسيين مثل إيريك سيوتي، ونادين مورانو، وكريستيان إيستروزي وغيرهم، واستعدادهم لاستغلال كل فرصة لوصم الفرنسيين من أصول عربية وإسلامية. وكان آخرها ما سميّ "شرطة البيكيني" في مدينة رانس، والمتعلق بمشاجرة بين فتيات حول لباس المايوه.
اقرأ أيضاً: المتاجر العربيّة في فرنسا تحتضر