قتل 41 عنصرا من قوات الأمن اليمنية وأصيب أكثر من 50 آخرين في تفجير انتحاري الأحد، في مدينة المكلا (جنوب شرق)، تبناه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ويأتي في أعقاب طرد تنظيم القاعدة من المنطقة.
وبعدما نجا من التفجير الانتحاري، أصيب مدير امن محافظة حضرموت العميد مبارك العوبثاني بجروح طفيفة أمام مكتبه وقتل ستة من عناصره في تفجير ثان بعبوة ناسفة، وفق ما أفاد مصدر أمني.
والتفجير الأول نفذه انتحاري بحزام ناسف وسط تجمع للمجندين في مقر للشرطة بمنطقة الفوة عند الأطراف الجنوبية الغربية للمكلا، وأدى ذلك إلى مقتل 41 عنصرا امنيا، بعدما توفي عشرة من أصل 62 جريحا متأثرين بجروحهم.
وأوضح بيان منسوب للتنظيم على شبكة الإنترنت، أن العملية تأتي "استمراراً لغزوة الشيخ أبي علي الأنباري"، وأن الانتحاري الذي فجر نفسه وسط تجمع لمن وصفهم مرتدي "عناصر الأمن داخل مبنى النجدة" في منطقة "فوه" بالمكلا، يُدعى "أبوالبراء الأنصاري"، وذكر أن التفجير أدى إلى مقتل نحو 40 شخصاً وإصابة العشرات.
وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد"، أن مدير أمن ساحل حضرموت، العميد مبارك العويثاني، نجا من التفجير، الذي وقع أثناء وجوده في مبنى النجدة، فيما لم يعرف إن كان التنظيم يخطط لاستهداف المسؤول اليمني.
وكان مصدر مسؤول في مكتب محافظ حضرموت قال لـ"العربي الجديد"، إن قرابة 20 قتيلا وعشرات الجرحى سقطوا في تفجير انتحاري، استهدف تجمعا لطالبي التجنيد أمام معسكر النجدة، في مدينة المكلا مركز المحافظة.
وفجّر انتحاري نفسه في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً وسط تجمع لطالبي التجنيد، وقفوا في طوابير أمام معسكر النجدة القريب من القصر الجمهوري. ويأتي التفجير بعد ثلاثة أيام فقط من تفجير انتحاري استهدف نقطة عسكرية بالقرب من معسكر الدفاع الساحلي وميناء المكلا، وأوقع 7 قتلى و11 جريحا من الجنود، وتبناه "داعش" أيضا.
وتتزامن هذه التفجيرات مع سعي السلطات الشرعية إلى تثبيت الأمن واستعادة مؤسسات الدولة، بعد تحرير المدينة من قبضة تنظيم القاعدة في الـ25 من أبريل/نيسان الماضي.
وسارعت الحكومة اليمنية، بعيد التفجير إلى توجيه الأجهزة الأمنية والعسكرية بمحافظة حضرموت لرفع درجة استعدادها لمواجهة الأعمال "الإرهابية"، وإتخاذ كافة التدابير والإحتياطات اللازمة لرصد وتعقب وملاحقة بقايا العناصر "الإرهابية" والقبض عليها بصورة عاجلة.
وأكدت الحكومة في بيان أن "مثل هذه الجرائم لن يفلت مرتكبيها من العقاب على ما اقترفته أيديهم الآثمة بحق اليمن وأبنائه"، مشيرة إلى أنها "ستواصل نهجها وخططها في مواصلة عملياتها لملاحقة العناصر الإرهابية وصولاً إلى اجتثاث هذه الافة، وتخليص اليمن والعالم من شرورها".
وأعتبرت الحكومة أن "كل تأخير يعد حليفاً للعناصر الإرهابية الظلامية، والعواقب الوخيمة ولن تؤثر على اليمن فقط بل تضر بأمن واستقرار المنطقة والعالم اجمع"، داعيةً المجتمع الدولي إلى "تقديم الدعم العاجل والمساندة الفاعلة للحكومة والجيش الوطني لاستكمال تطهير كل شبر في ارض اليمن من شرور الإرهاب".
وبينت الحكومة أن الهجوم يأتي "نتيجة طبيعية لذعر ورعب وافلاس العناصر الإرهابية الضالة بعد دحرها وهزيمتها النكراء وطردها من مدينة المكلا".
وأوضحت أن "الإرهاب على اختلاف تسميات تنظيماته، وكل اذنابهم والمتحالفين معهم، باتوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة وأن النصر المؤزر عاجلا او آجلا، سيكون حليف اليمن وشعبها،