أفاد عاملون في المجال الإغاثي والإنساني في محافظة الحديدة اليمنية بأن استمرار المواجهات المسلحة في محيط المدينة يعيق تدفق المساعدات، ووصولها لمن يحتاجها في المحافظة وخارجها.
وقال مصدر خاص يعمل في منظمة دولية لـ"العربي الجديد" إن "المواجهات المسلحة مستمرة ولم تتوقف كما ينشر في بعض وسائل الإعلام، وهذا الأمر يتسبب بانعدام قدرة المنظمة على الوصول إلى بعض المناطق في الحديدة"، مشيرًا إلى أنّ منظمته تستخدم طريقاً مفتوحاً واحداً في الحديدة لإخراج المساعدات وتوزيعها في المحافظات الأخرى.
وأضاف المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن "الظروف التي يعمل فيها عاملو الإغاثة في الحديدة صعب للغاية، ويضاف إلى المواجهات وصعوبة التنقل بسبب التشديد الأمني، الرصاص المرتد والقذائف العشوائية التي يمكن أن تصيبك في أي لحظة".
وقال المواطن خالد عبيد، إن المعارك في منطقة كيلو 10 التابعة للحديدة دفعته إلى مغادرته منزله، متوجها إلى مديرية باجل شرق المدينة.
وأضاف عبيد لـ"العربي الجديد": "كنا نحصل على مساعدات غذائية كل شهر من بعض المنظمات، لكننا نزحنا إلى منطقة أخرى. وكي أحصل على المساعدات أنا بحاجة لوقت طويل من أجل إجراء المعاملات وتسجيل اسمي في كشوفات المساعدات التي توزع في تلك المنطقة". وأشار إلى أن المواجهات المسلحة حرمتهم من المساعدات منذ أكثر من أربعة شهور.
وأكّدت منظمة "العمل ضد الجوع" Action Against Hunger في الحديدة، معاناة العاملين التابعين لها جراء المواجهات المسلحة في الحديدة.
وقالت المنظمة في بيان صدر لها أمس الاثنين، بأن أضراراً تتعرض لها وحدات من مستودعات مواد الإغاثة الرئيسية العاملة في الحديدة جراء الصراع المستمر رغم الدعوات لوقف إطلاق النار من قبل المجتمع الدولي، واصفة ذلك بـ"التطور المزعج للغاية".
ودعت المنظمة "جميع أطراف النزاع إلى احترام الأنشطة والمرافق الإنسانية للحفاظ على المساعدات الأساسية لآلاف المحتاجين في البلاد".
وأوضحت أن الرصاص الطائش أصاب مستودعًا لها في شمال الحديدة صباح يوم الخميس 22 نوفمبر/تشرين الثاني، وكان اثنان من موظفيها في الخدمة في المستودع، وكان عليهما وقف أنشطتهما.
مديرة المكتب القطري للمنظمة في اليمن، فالنتينا فيرانت، قالت إن المستودع التابع للمنظمة يخدم العمليات الإنسانية ضد الجوع في شمال البلاد، وهو عبارة عن مكان لتخزين المعدات الأساسية مثل الإمدادات الطبية، ومستلزمات النظافة، وغيرها من المواد غير الغذائية.
وأشارت إلى أن المنظمة تشعر بقلق بالغ بشأن تصاعد القتال في الحديدة وتأثيره على المدنيين، إذ يحتاج 80 بالمائة من سكان اليمن إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 11.3 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات لإنقاذ الأرواح. وأضافت فيرانت: "يجب على جميع أطراف النزاع أن توقف العنف فوراً بالنظر إلى الأثر الكارثي الذي تخلفه على المدنيين في جميع أنحاء اليمن".
ودعت المنظمة "جميع الأطراف المحاربة إلى احترام آلية التنسيق الأمني للمنظمات التي تبلغ الجهات المتحاربة بالمواقع الثابتة لأصول المنظمات الإنسانية والحركات الإنسانية العاملة في اليمن، بهدف ضمان سلامة وأمن أماكن تواجد أطقمها وأصولها ومخازنها والمعدات والأنشطة في مناطق العمليات العسكرية النشطة".