تشهد الأسواق اليمنية تصاعد أسعار الأرز بصورة متسارعة منذ بداية الحرب الدائرة ارتفعت وتيرتها منذ مطلع العام الحالي، وسط انخفاض ملحوظ في حجم استيراد أهم وجبة معتمده لدى ما يقارب 700 ألف أسرة يمنية يتواجد بشكل شبه يومي في موائدها.
وزادت أسعار الأرز في اليمن بنسبة تتجاوز 400% منذ بداية العام الجاري فقط، في حين تتجاوز النسبة 900% مقارنة بالأسعار التي كانت عليها في العام 2016.
وتقدر آخر بيانات مسح ميزانية الأسرة في اليمن، صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء، إنفاق الأسر اليمنية على الأرز بنوعية البسمتي والأميركي وأصناف أخرى بنحو 98 مليار ريال سنوياً.
وحسب بيانات جهاز الإحصاء، فإن معدل استهلاك نحو 700 ألف أسرة في اليمن من الأرز حوالي 300 ألف طن، وهي نسبة من المرجح انخفاضها بشكل كبير بسبب تراجع دخل مختلف شرائح المجتمع، رغم بقاء الأرز وجبة رئيسية لا غنى عنها لمعظم الأسر اليمنية والمطاعم.
وقال المواطن، كمال المهري، من سكان مدينة عدن جنوبي اليمن، إن كثيرا من الأسر أصبحت تعاني في توفير الأرز بسبب ارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية، لم تكن في حسبان أحد من المواطنين في مدينة لا تخلو موائدها من وجبة الأرز.
وأضاف المهري لـ"العربي الجديد"، أن توفير الأرز يستهلك جزءا كبيرا من دخل غالبية المواطنين بعد ارتفاع أسعاره بصورة قياسية.
أما في العاصمة اليمنية صنعاء، التي تعتبر المركز الرئيسي لمعظم وأكبر تجار الأرز، لا تختلف الأسعار فيها عن عدن وبقية المحافظات اليمنية إلا بنسبة طفيفة، رغم الاضطراب الحاصل في أسعار الأرز غير المستقرة في العاصمة اليمنية، إذ يصل سعر الكيس عبوة 50 كيلوغراما من الأرز البسمتي إلى نحو 44 ألف ريال.
المواطن حمدي الفقيه، من سكان صنعاء يقول لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار الأرز بهذا الشكل يؤدي إلى تقليص استهلاكه رغم توفره بأنواع مختلفة. ويتطرق في حديثة مع "العربي الجديد"، إلى جوانب أخرى يعاني منها المستهلك اليمني بهذا الخصوص، تتمثل بانتشار عدة أنواع من أصناف الأرز بعضها رديئة غير صالحة للاستهلاك، إضافة إلى الغش الحاصل في العبوات والأوزان والمقاييس.
ويتحدث مسؤول مبيعات في إحدى المؤسسات التجارية الخاصة المستوردة للأرز، فضل عدم ذكر اسمه، عن صعوبات عديدة ومتنوعة تواجهها تجارة الأرز في اليمن كغيرها من السلع الغذائية الرئيسية التي نالت نصيبا من أضرار الحرب، وانعكاساتها على تشديد إجراءات التعامل التجاري مع اليمن في الأسواق الدولية.
بدوره يشير التاجر علي غارم لـ"العربي الجديد"، إلى ما يعانيه القطاع التجاري فيما يتعلق بمشكلة الاعتمادات المستندية، والتعقيدات التي فرضتها الحرب في اليمن بخصوص التعامل مع البنوك الدولية ومشاكل أخرى تتعلق بغلق المنافذ اليمنية.