وفي السياق، قالت أم محمد مسؤولة العلاقات في الرابطة، إن المختطفين في سجون الحوثي تم اختطافهم من أماكن عملهم في المدينة ولم يكونوا يمارسون أي أعمال عنف أو سياسية تذكر.
مشيرة إلى أن الرابطة كانت تتوقع أن تخرج مفاوضات الكويت بنتائج إيجابية تضمن الإطلاق الفوري للمختطفين، وهذا الأمل جعل الرابطة توقف بعض أنشطتها.
وأضافت مسؤولة العلاقات لـ "العربي الجديد" أن "المفاوضات فشلت في إقناع الحوثيين بإخراج المختطفين باستثناء إطلاق سراح ما يقارب 2 في المائة من إجمالي عدد المختطفين في عموم الجمهورية". تقول: "وصلت المفاوضات لطريق مسدود، واندلعت الحرب مجدداً، وهذا قد يعرض أولادنا للخطر، لاسيما وقد وصلتنا بعض رسائل التهديد بأن الحوثيين سيقومون بتفجير السجون في حال دخلت المقاومة الشعبية إلى صنعاء".
وأشارت إلى أن أمهات وزوجات وأخوات المختطفين لا يتحملن سماع مثل هذه الرسائل. مؤكدة أن أهالي المختطفين أبلغوا بعض المنظمات بهذه التفاصيل، لكن تم التقليل من شأنها وعدم الاكتراث بها.
وتعيش أمهات وزوجات المختطفين في قلق دائم على أبنائهم في ظل التهديدات المستمرة التي يتعرضون لها. "فما حدث في محافظة الحديدة (غرب) من قصف من قبل التحالف أصاب مبنى قريباً من سجن الأمن السياسي هناك، وتساقطت بعض جدران الزنانين وخرج بعض السجناء لينجوا بأنفسهم ليقابلهم السجان بإطلاق الرصاص الحي وقتل بعضهم". مستنكرة قيام السجان بسجن الضحية دون ذنب وعندما يحاول الحفاظ على حياته يتم قتله.
من جانبها، أكدت أم المختطف الحارث عمران، أن ابنها اختطف في شهر يونيو/حزيران العام الماضي دون ذنب يُذكر، مشيرة إلى أنه يتعرض وبقية زملائه لتعذيب وتجويع مستمرين.
وأوضحت أم الحارث أنها وبقية أمهات المختطفين أصبحن يخشين الحديث عن معاناة أبنائهن بعدما تأكد لهن قيام المختطفين بمعاقبتهم بسبب أي نشاط يقمن به للمطالبة بإطلاق سراح المختطفين. تقول لـ "العربي الجديد": "آخر مرة تركوني فيها أقابل ابني قبل ثلاثة أشهر، وقد منعونا من مقابلته لأنه أخبرنا بأنه يتعرض لتعذيب، وقمنا بإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام".
وعن أبسط أشكال التعذيب الذي يُمارس ضد ابنها، تؤكد أم الحارث أن الحوثيين يتركونه وبقية زملائه بلا طعام لأيام، وإن أعطوهم فطعام قليل جداً ما يهدد صحتهم. مطالبة المنظمات الحقوقية والإنسانية "وكافة أحرار العالم بالقيام بواجبهم والضغط لإخراج ابنها وبقية المختطفين الذين لم يرتكبوا أي ذنب".
ودعت الرابطة السياسيين والصحافيين والإعلاميين والحقوقيين للتفاعل والمشاركة الواسعة في الحملة الإعلامية لإطلاق المختطفين والمخفيين قسراً تحت وسم: #أخرجوا_عيالنا.
وكانت منظمة العفو الدولية، قد اتهمت جماعة الحوثي وحلفائها في اليمن، بتنفيذ حملة اعتقالات "وحشية" بحق المعارضين لها في مناطق سيطرتها، وإخضاع موقوفين لعمليات تعذيب وإخفاء قسري. وأصدرت المنظمة تقريراً يستند إلى ستين حالة احتجاز قام بها الحوثيون وحلفاؤهم الموالون للرئيس السابق علي عبد الله صالح بين ديسمبر/كانون الأول 2014 ومارس/آذار 2016، في شمال البلاد وغربها، خاصة في محافظات صنعاء وإب وتعز والحديدة.
وأوضحت المنظمة أن الاعتقالات استهدفت "شخصيات سياسية معارضة، ومدافعين عن حقوق الإنسان، وصحافيين، وأكاديميين وغيرهم"، وأن العديد من هؤلاء احتجزوا بشكل سري "فترات طويلة، وعانوا من التعذيب وأشكال أخرى من المعاملة السيئة، ومنعوا من التواصل مع محام أو عائلاتهم". لافتاً إلى أن هؤلاء "أوقفوا بشكل اعتباطي تحت تهديد السلاح، وأخضعوا لإخفاء قسري".