في وقتٍ تترقب فيه الأوساط اليمنية زيارة للمبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، هذا الأسبوع، إلى مدينتي عدن وصنعاء، يتواصل التصعيد العسكري على أكثر من جبهة في البلاد، مع ارتفاع لافت في وتيرة الضربات الجوية في العاصمة اليمنية صنعاء، في ظل تواصل الإضرابات في الجامعات الحكومية بسبب أزمة تأخر رواتب الموظفين منذ أربعة أشهر، على الرغم من الوعود الحكومية بصرفها قريباً.
وأعلنت مصادر في قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية و"المقاومة الشعبية"، أمس الأحد، أنها سيطرت على مواقع جديدة في منطقة العمري في مديرية ذُباب على الساحل الغربي لمحافظة تعز، قرب باب المندب، في ظل معارك متواصلة مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، منذ أكثر من أسبوع، وتشارك فيها مقاتلات التحالف العربي بضربات متجددة ضد أهداف مفترضة للانقلابيين.
وجاء تواصل معركة الساحل الغربي في اليمن، في ظل ارتفاع وتيرة المواجهات اليومية في مدينة تعز وضواحيها، تحديداً في المناطق الغربية منها، والتي أشارت قوات الشرعية إلى أنها سيطرت على مواقع متفرقة منها في الأيام الماضية، وسط محاولات في المقابل من الحوثيين وحلفائهم لاستعادة السيطرة على المواقع. من جهتها لفتت مصادر تابعة لـ"المقاومة" إلى أن "عشرات القتلى أغلبهم من الانقلابيين سقطوا خلال الأيام الأخيرة، خصوصاً في المعركة الساحلية، كما سقطوا بسبب الغارات الجوية، والتي استهدفت مناطق المواجهات، ومختلف المناطق الساحلية، بما فيها محافظة الحديدة".
في صنعاء، ارتفعت وتيرة الضربات الجوية لمقاتلات التحالف في الأيام الأخيرة، إذ عادت الغارات التي تستهدف معسكرات يسيطر عليها الانقلابيون بوتيرة يومية، بعد أن كان أغلبها محصوراً في الشهرين الماضيين على ضواحي صنعاء، وفي مقدمتها مديرية نِهم، والتي تشهد مواجهات بين قوات الشرعية المتقدمة من مأرب نحو العاصمة من جهة، وبين الانقلابيين الذين يحاولون منعها من التقدم وينفذون هجمات مضادة بين الحين والآخر، من جهة أخرى.
كذلك عادت محافظة الجوف إلى صدارة الأحداث في ظلّ مواجهات ميدانية عنيفة شهدتها مديرية المتون، والتي أعلنت خلالها قوات الشرعية التقدّم في مواقع جديدة، علماً أن المديرية تُعتبر إلى جانب مديريات أخرى، أبرزها المصلوب والغيل وخب والشعف، ساحة مواجهات متقطعة، بوتيرة لا تهدأ، فيما تتواصل المواجهات والغارات في محافظة صعدة، ومناطقها الحدودية مع السعودية تحديداً بوتيرة يومية.
سياسياً، تترقب الأوساط اليمنية زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والذي أعلن منذ أيام أنه سيزور عدن للالتقاء بالرئيس عبدربه منصور هادي ومسؤولي الحكومة الشرعية، بالإضافة إلى زيارة مقررة إلى العاصمة صنعاء، للالتقاء بممثلي الانقلابيين. وسيعرض على الطرفين (الحكومة والحوثيين)، مقترحات باستئناف وقف إطلاق النار، وما تردد عن وجود نسخة معدلة من المقترحات الأممية المقدمة كخارطة طريق لحل سياسي للأزمة في البلاد.
في غضون ذلك، يتواصل الإضراب في الجامعات الحكومية الواقعة في مناطق سيطرة الحوثيين، وفي مقدمتها جامعة صنعاء، إثر إعلان المجلس الأعلى للتنسيق بين نقابات التدريس في الجامعات، يوم السبت، استمرار الإضراب للأسبوع الثاني على التوالي، للمطالبة بصرف رواتب الأكاديميين وموظفي الجامعات، والذين كغيرهم من موظفي مختلف قطاعات الدولة في مناطق سيطرة الانقلابيين، لم يتسلّموا رواتبهم منذ سبتمبر/أيلول الماضي.
كذلك تستمر الاتصالات والمفاوضات التي تجريها حكومة الانقلابيين في صنعاء مع النقابات المعنية، فيما أكدت الحكومة الشرعية التي تتخذ من عدن مقراً مؤقتاً لها، أنها ملتزمة بصرف رواتب الموظفين بمختلف محافظات البلاد، بما فيها تلك الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، إلا أنها ما تزال تطالب المؤسسات برفع الكشوفات الخاصة بأسماء موظفيها.