اليمن: تصعيد عسكري في الذروة ومساعٍ أممية لاحتواء الموقف

13 سبتمبر 2020
التحالف السعودي الإماراتي شن سلسلة غارات على صنعاء (فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت حدة الأعمال العسكرية في اليمن بشكل غير مسبوق خلال الساعات الماضية، وسط تحركات جديدة للمبعوث الأممي، مارتن غريفيث، الذي بدأ، مساء السبت، جولة جديدة إلى العاصمة السعودية الرياض بهدف احتواء الموقف وخفض أعمال العنف.

وتزامن التصعيد الجديد مع عودة التحالف العسكري بين السعودية والإمارات، بعد نحو عام من الجمود إثر سحب أبوظبي قواتها من العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، حيث عقد القائد الجديد لقوات التحالف السعودي الإماراتي باليمن، مطلق الأزيمع، اجتماعاً مع قائد القوات البرية الإماراتية، صالح العامري، كُرس لمناقشة "سير العمليات العسكرية بدعم الجيش الوطني اليمني"، وفقا لوكالة "واس" الرسمية.

وبعد ساعات من هجمات حوثية مكثفة على قواعد عسكرية للجيش اليمني بمدينة مأرب النفطية شرقي البلاد، شن التحالف السعودي الإماراتي، في وقت مبكر من فجر الأحد، سلسلة غارات مكثفة، على مواقع مفترضة للحوثيين بالعاصمة صنعاء، وسُمع دوي انفجارات هي الأعنف على الإطلاق، وفق ما أفاد سكان محليون لـ"العربي الجديد".

وقالت المصادر إن الغارات تركزت على الضاحية الشمالية من صنعاء، وتحديداً في محيط المطار الدولي، حيث يُعتقد أن للحوثيين مستودعات أسلحة نوعية قريبة من قاعدة الديلمي الجوية العسكرية.

ووفقا لقناة "المسيرة "الناطقة بلسان جماعة أنصار الله (الحوثيين)، فقد شن الطيران السعودي، 5 غارات على محيط مطار صنعاء، دون تحديد هوية الموقع المستهدف على وجه الدقة، فضلاً عن غارات على دائرة الصيانة العسكرية في منطقة النهضة، وسط العاصمة.

كما شن الطيران أكثر من 5 غارات على قواعد عسكرية سابقة لقوات الحرس الجمهوري بصنعاء، وهي معسكرا "السواد" و"الصمع" جنوب وشرق العاصمة صنعاء.

وجاء التصعيد السعودي في صنعاء لليوم الثاني على التوالي، بعد هجمات نفذها الحوثيون بطائرات بدون طيار وصواريخ بالستية على عدة قواعد عسكرية تابعة للحكومة الشرعية في مدينة مأرب شرقي البلاد.

وقال مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إن هجوماً حوثيا استهدف اللواء 13 مشاه الكائن في منطقة الزراعة بمدينة مأرب، وكذلك مقر المنطقة العسكرية الثالثة، وسُمع دوي أكثر من 4 انفجارات، ليل السبت.

وفيما أشار المصدر إلى أنه تم اعتراض طائرة حوثية بدون طيار بنجاح، كشف أن شظايا الدفاعات الجوية أسفرت عن إصابات طفيفة لدى 6 عسكريين فقط، فيما تضاربت الأنباء عن انفجار مخزن سلاح تابع للجيش الوطني جراء الهجوم الحوثي.

ويحاول الحوثيون إرباك القوات الحكومية المتمركزة في مأرب بهجمات صاروخية وجوية بهدف التوغل أكثر نحو مديرية "الجوبة" الاستراتيجية، التي تشهد معارك دامية منذ ليل السبت، وحتى فجر الأحد، وفقاً لمصادر عسكرية.

وقال القائد العسكري بالجيش اليمني، عبدالوهاب بحيبح، في تدوينة على تويتر، إن الطيران السعودي دمّر فجر الأحد، دورية حوثية في "وادي زبيب" بجبهة رحبة، جنوب مأرب، فيما تمكنت مدفعية القوات الحكومية والمقاومة من إعطاب دورية أخرى في عملية نوعية.

 ودفع التصعيد العسكري الكبير في صنعاء ومأرب، المبعوث الأممي مارتن غريفيث، إلى زيارة السعودية للقاء قيادات الحكومة المعترف بها دولياً وقيادات التحالف السعودي الإماراتي، وذلك بهدف احتواء العنف على الأرجح، ومحاولة تفعيل ما يسمى بالإعلان المشترك لوقف إطلاق النار.

ودشن غريفيث زيارته للرياض، مساء السبت، بلقاء مستشار الرئيس اليمني، أحمد عبيد بن دغر، قُبيل لقاءات مرتقبة قد تجمعه بالرئيس عبدربه منصور هادي وأركان حكومته، وكذلك قيادات التحالف السعودي.

وكشف بن دغر، في بيان صحافي، أن الاجتماع أكد على أن هناك "حاجة ملحة" للعودة إلى طاولة الحوار السياسي، بشرط أن يسبق ذلك وقف العنف، وعدم السماح بأي خروقات لوقف إطلاق النار حقنا للدماء وحفظا للأرواح.

وأكد المستشار الرئاسي اليمني، على ضرورة أن أن يكون وقف إطلاق النار شاملاً، لافتاً إلى أنه "ليس بالمنطق أن تتوقف المعارك بالحديدة وتستمر في مأرب"، في إشارة إلى إمكانية تجميد اتفاق استوكهولم بخصوص الحديدة.

وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، قد استبق لقاء غريفيث المرتقب، بعقد اجتماع مع قيادات الدولة، حضره نائب الرئيس علي محسن صالح، ورئيس البرلمان سلطان البركاني، ورئيس الحكومة المكلف، معين عبدالملك.

ولم تكشف الوكالة الرسمية "سبأ" التي أذاعت الخبر في وقت متأخر من ليل السبت، عن تفاصيل جوهرية خرج بها اللقاء السيادي، باستثناء تأكيد رئاسي على "تجاوز كل المنغصات والتحديات والعمل المخلص والجاد في تسريع تنفيذ بنود اتفاق الرياض"، في إشارة إلى إمكانية تقديم الشرعية تنازلات جديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً.

المساهمون