اليمن: تخزين القات لا توقفه الحرب ولا الأزمات

02 يوليو 2015
عادة لا تقهرها الحرب ولا الحاجة (GETTY)
+ الخط -


على الرغم من أن اليمن يعاني من حرب ضروس أضرت باقتصاده وتسببت في عدم توفر كثير من ضرورات الحياة للناس، فإن شيئاً واحداً لم يتأثر وما زال متوفراً بكثرة...إنه القات.

بينما اعتاد اليمنيون على نقص إمدادات الكهرباء والماء والحليب واللحم، فإن جولة في سوق القات بصنعاء تُظهر انتظام إمدادات النبات ذي الأوراق الخضراء.

وعشق النبات الذي يقولون إنه منبه خفيف، جعل تجارة القات تقوى في بلد دمرت الحرب اقتصاده. ويتعاطى أو "يُخَزِن" القات 80 في المائة على الأقل من الرجال و60 في المائة من النساء في اليمن.

ويستيقظ مزارعو القات صباحاً فيقطفوه بينما يتحدى تجّاره القنابل، فينقلوه للأسواق في حين يُخرج متعاطوه المتبقي في جيويهم الخاوية للحصول على كيس من الأوراق الخضراء ناعمة الملمس. ويتراوح سعر الكيس بين دولارين اثنين و14 دولاراً بناء على جودة القات نفسه.

وقال متعاط للقات يُدعى عارف محمود إن الناس يحتاجونه للتكيف مع الصعوبات التي يمر بها بلدهم. أضاف "بسبب انعدام الحاجات الأساسية كالبترول والغاز والديزل والحاجات الأساسية فالإنسان يتجة للقات لينسى همومه. الإنسان يُخَزِن (يتعاطى القات) عشان ينسى الهموم.. ينسى ما هو عليه.. الحاصل في شعبنا اليمني".


وقال بائع قات يُدعى أحمد الرماح إن القات واحد من الأشياء القليلة التي يمكن لليمنيين الاعتماد عليها لينسوا همومهم، مضيفاً " القات هو الصديق الوحيد للشعب اليمني، رغم الحصار ما زال هو مسلينا".

وقال بائع قات آخر يُدعى حميد علي إن سبب توفر إمدادات القات هو شجاعة تجاره، مشيراً إلى أن "سبب وجود القات في ظل هذه الأزمة هو كفاح المقاوته (بائعي القات)، وإيصالة إلى المستهلكين لأنه مهنة عمل مثل أي تاجر".

ويعتبر البنك الدولي إن شخصاً من كل سبعة عاملين في اليمن يعمل في إنتاج وتوزيع القات، ما يجعله أكبر مصدر للدخل في الريف وثاني أكبر مجال للتوظيف في البلاد بعد قطاع الزراعة والرعي متفوقاً حتى على القطاع العام.

وتُصنف منظمة الصحة العالمية القات باعتباره "عقاراً ضاراً من الممكن أن يتسبب في حالة إدمان خفيفة إلى معتدلة". ويمكن أن تشمل أعراض القات الهلوسة والاكتئاب وتسوس الأسنان.

ورغم المخاطر المرتبطة بتعاطيه فإن يمنياً من "مُخَزني القات" يُدعى محمد هاشم الشرفي يقول إن تعاطيه يحول بين اليمنيين وإدمان مخدرات أشد خطراً. أضاف الشرفي "لازم يكون القات متوفر وإلا ما حد يقدر يعيش، ويتحول إلى الخمر والمخدرات والحبوب والهرويين. عنرجع نغازل البنات بالشوارع. عنرجع نفعل آفة الغفلات (نقوم بأشياء فظيعة) لكن هذا قدوة المرزي (الجليس) لأنك تختلط مع المجالس الكبار ومع العقال..مع العلماء".

اقرأ أيضاً:نبتة القات.. المتحكّمة في ساعة اليمنيّين البيولوجيّة

المساهمون