اليمن: الشرعية تتقدم بمأرب ومجلس الأمن يتبنى جهود الهدنة

10 سبتمبر 2016
قوات تابعة للرئيس هادي في تعز (أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -
تتواصل المواجهات الميدانية والغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي في أكثر من محافظة يمنية بوتيرة مرتفعة، وسط تقدم لقوات الجيش اليمني الموالية للشرعية و"المقاومة الشعبية"، في موازاة تبني مجلس الأمن الدولي الجهود الأممية الساعية إلى إحياء اتفاق الهدنة الهشة في وقت لا تزال فيه مواقف الأطراف اليمنية المعنية غامضة تجاه مقترح تفعيل اتفاق وقف إطلاق النار، مع التصعيد المستمر في الجبهات.

ميدانياً، أعلنت مصادر في قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية و"المقاومة الشعبية"، أمس الجمعة، السيطرة على مطار منطقة صرواح، غرب محافظة مأرب، بعد مواجهات مع مسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين) والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، الذين خسروا العديد من المواقع في الأيام الأخيرة، في ظل مواجهات مستمرة، تشارك فيها مقاتلات التحالف العربي، التي أعلنت مصادر تابعة للحوثيين، أمس، أنها نفذت 50 غارة جوية ضد أهداف في صرواح.

وجاء التقدم الميداني بعد أيام من إطلاق قوات الشرعية عملية أسمتها "نصر2"، تهدف إلى السيطرة على أجزاء غربية بمحافظة مأرب، حيث تُعدّ صرواح آخر مناطق المحافظة الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين. ووفقاً للمصادر الحكومية، فقد تمكنت قوات الجيش و"المقاومة" من مهاجمة المليشيات في جبال هيلان ومنطقتي المشجح والمخدرة، وتواصل التقدم.

وفي موازاة تطورات صرواح، باشر الانقلابيون إلى استنفار القبائل في منطقتي خولان وبني ضبيان، شرق صنعاء، الواقعتين بالقرب من صرواح، استباقاً لتقدم قوات الشرعية من جهة خولان نحو صنعاء. ولهذه الغاية، عقد رئيس "المجلس السياسي" الانقلابي، صالح الصماد، يوم الخميس، لقاءً بشيوخ ووجهاء قبليين من هاتين المنطقتين، وحثهم على الدفاع عن مناطقهم، من محاولات قوات الشرعية التقدم فيها.

في صنعاء أيضاً، تتواصل المواجهات في مديرية نِهم شرق العاصمة، في ظلّ محاولات التقدّم لقوات الجيش و"المقاومة" لمواقع جديدة تجاه العاصمة، بعد أن باتت نِهم ساحة مواجهات منذ ديسمبر/كانون الأول 2015، حين تقدمت القوات الموالية للحكومة من جهة مأرب، وسيطرت على مناطق تُوصف بالاستراتيجية، على طريق صنعاء، وتحديداً من البوابة الشرقية.



وعلى الجبهة الحدودية بين اليمن والسعودية، تتواصل الضربات الجوية المكثفة للتحالف في مناطق حدودية تابعة إدارياً لمحافظة صعدة اليمنية، معقل الحوثيين، شمالي البلاد، في مقابل استمرار الهجمات من جانب الانقلابيين، الذين يتبنون إطلاق قذائف صاروخية باتجاه مواقع سعودية بوتيرة شبه يومية في الفترة الأخيرة. وتمتد المواجهات في المناطق الحدودية إلى مديريتي ميدي وحرض الحدوديتين، في محافظة حجة، غير أن المواجهات فيهما تدور بين قوات يمنية موالية للشرعية تقدمت من جهة السعودية، وبين الانقلابيين.

سياسياً، عزز مجلس الأمن الدولي مساعي مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لتجديد الهدنة، إذ أصدر المجلس، مساء الخميس، بياناً صحافياً، تضمن "حثّ جميع الأطراف بالالتزام والاحترام الكامل لأحكام وشروط وقف الأعمال العدائية، التي دخلت حيّز التنفيذ في 10 أبريل/نيسان الماضي". وأوضح المجلس أن "الهدنة ستشمل وقفاً كاملاً للأنشطة العسكرية البرية والجوية"، كما دعا إلى "استئناف العمل من خلال لجنة التنسيق والتهدئة، المؤلفة من ممثلين عن الطرفين ومشرفين أمميين"، التي كان من المقرر أن تنتقل إلى السعودية في 30 يونيو/حزيران الماضي، وتعذّر ذلك بسبب الانقلابيين.

وجاء موقف مجلس الأمن ليدعم جهود المبعوث الأممي، الذي أكدت مصادر يمنية مطلعة لـ"العربي الجديد" أنه أبلغ جميع الأطراف بسعيه إلى التوصّل إلى اتفاق على تجديد الهدنة قبل استئناف المفاوضات، التي توقفت منذ رفع الجولة الثانية من مشاورات الكويت في السابع من يوليو/تموز الماضي. وفي السياق نفسه، أعلن مجلس الأمن في بيانه الأخير دعمه جهود ولد الشيخ "من أجل جمع الأطراف على طاولة المفاوضات بهدف التوصل سريعاً إلى اتفاق نهائي وشامل لإنهاء الصراع في اليمن".

وحث أعضاء مجلس الأمن الأطراف على "استئناف المشاورات فوراً ودون شروط مسبقة، وبحسن نية مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة على أساس اقتراحه للتوصل إلى اتفاق شامل يغطي كل القضايا الأمنية والسياسية"، في إشارة إلى الرؤية الأخيرة التي تقدمت بها الولايات المتحدة وجرى إقرارها في اجتماعات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مع وزراء الدول الخليجية واللجنة الرباعية (تضم الولايات المتحدة، وبريطانيا، والسعودية، والإمارات)، في مدينة جدة في 25 أغسطس/آب الماضي.

من جهته، بيّن وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، "إمكانية التوصل لحل عبر السبل السياسية"، في اليمن، وذلك خلال مشاركته في ندوة خاصة، عقدها مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية (سيتا) في العاصمة التركية أنقرة، حول العلاقات التركية السعودية، أمس الجمعة. كما نقل عنه قوله إن "الحل في اليمن سيكون دولياً وليس سعودياً".

المساهمون