اليمن: الأمن يطالب الحوثيين بإخلاء مواقع سيطروا عليها

18 سبتمبر 2014
عناصر من جماعة "الحوثين" في صنعاء (محمد هويس/فرانس برس)
+ الخط -
عقد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مساء اليوم، الخميس، اجتماعاً طارئاً للحكومة وكبار قادة الدولة والجيش والشرطة، لبحث تهديدات جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بعد ساعات من اندلاع اشتباكات مع مسلحين حوثيين، شمالي العاصمة صنعاء. وتزامن الاجتماع مع اشتباكات وقعت مساءً بين مسلحين حوثيين وطاقم حراس مبنى التلفزيون الرسمي اليمني، في شارع المطار في صنعاء.
واتّهم مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا في اليمن، الحوثيين، بمهاجمة النقاط الأمنية والعسكرية في أحياء شمالي العاصمة، محذراً من أن قوات الأمن والجيش ستتخذ كافة الإجراءات لاستعادة تلك المواقع. وقال، في تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إنّ عناصر الحوثي "اعتدت، مساء اليوم الخميس، على نقاط الأمن والجيش في حي شملان وشارع الستين واستولت على تلك النقاط"، كما أطلقت النار من مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة على مبنى التلفزيون الرسمي في منطقة الجراف".
وطالبت اللجنة الأمنية العليا، وفق المصدر ذاته، الحوثيين بإخلاء النقاط والمواقع التي استولوا عليها والعودة إلى مخيماتهم والالتزام بالنظام والقانون، بما لا يهدد الأمن والاستقرار والسكينة العامة للوطن والمواطنين". وأكّدت، في الوقت ذاته، أنّ الأجهزة الأمنية والعسكرية ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة، ووفقاً لما هو مخوّل لها دستوراً وقانوناً لاستعادة تلك النقاط والمواقع التي تعمل على حفظ أمن المواطنين في المناطق والأحياء السكنية التي تتواجد فيها".
في غضون ذلك، أكد سكان، لـ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات متواصلة في نقاط ومواقع قريبة من مبنى التلفزيون الرسمي وأحياء شمالي غرب العاصمة.

وفي وقت متأخّر من ليل الخميس، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في اليمن، أنّ شركات الطيران العربية والأجنبية، قرّرت تعليق رحلاتها إلى صنعاء، لمدة 24 ساعة نظراً للمستجدات التي تشهدها العاصمة.
وأشار مصدر مسؤول في الهيئة العامة للطيران لوكالة "الأنباء اليمنية الرسمية" (سبأ)، إلى أن ّشركات الطيران ستقوم بإعادة التقييم لاحقاً، لناحية استمرار التعليق أو استئناف الرحلات وفقاً لطبيعة الأجواء الأمنية في صنعاء.

وكان الرئيس اليمني، بحث خلال الاجتماع الأمني، تطورات الوضع في صنعاء، بعد توسع الاشتباكات في حي شملان وشمولها شارع الثلاثين ومحيط جامعة الإيمان الأهلية، التي يترأسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني.

وتزامنت التطورات الأمنية مع استمرار المفاوضات، التي يجريها المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، مع زعيم جماعة أنصار الله، عبدالملك الحوثي، في محافظة صعدة، معقل الجماعة، شمالي البلاد.

وكانت اشتباكات قد اندلعت شمالي غرب صنعاء، على بعد خمسة كيلومترات من منزل الرئيس، عبد ربه منصور هادي. وأفادت مصادر محلية بأنّ "اشتباكات دارت في شارع الثلاثين وأحياء مجاورة شمالي غرب العاصمة، وتحديداً بالقرب من جامعة الإيمان ومقرّ الفرقة الأولى مدرع، المؤيدة لثورة فبراير، التي قادها اللواء علي محسن الأحمر".

وتعد الجامعة والفرقة من ضمن الأماكن في العاصمة، التي يتوعد مسلحو "الحوثي" بالسيطرة عليها. كما يعدّ مكان الفرقة مقراً لقيادة المنطقة العسكرية السادسة. وتحيط بهما أحياء سكنية من الجهات كافة.

وأفاد شهود عيان لـ "العربي الجديد" بأنّ "الاشتباكات هدأت بعد انتشار الجيش، الذي اعتقل نحو 30 من مسلحي الجماعة، كما صادر سيارة تابعة لهم".

في غضون ذلك، ذكرت مصادر إعلامية محليّة أنّ الرئيس اليمني أكد لقيادات سياسية في هيئة "الاصطفاف الشعبي"، التقاها اليوم الخميس، أنّه من المتوقّع "تشكيل لجان شعبية" للدفاع عن صنعاء، في حال فشل الاتفاق، الذي يسعى بن عمر إلى التوصّل إليه.

وبحسب المصادر، فإن هادي كشف خلال اللقاء، الذي لم يعلن عنه حتى الآن في الوسائل الرسمية، عن أنّ المفاوضات مع الحوثيين تضمّنت مطالب إيرانية بالإفراج عن متهمين إيرانيين معتقلين في اليمن، وآخرين على ارتباط بها.

وفي مسار المفاوضات الجارية بين السلطة وجماعة "الحوثيين"، بهدف تشكيل حكومة جديدة مقابل رفع اعتصاماتهم المسلحة من صنعاء ومحيطها، لا يزال المبعوث الأممي متواجداً في مدينة صعدة، لليوم الثاني على التوالي، للتفاوض مع زعيم "الجماعة".

من جهة ثانية، نشر ناشطون "حوثيون" صوراً جمعت بن عمر مع القائد العسكري لـ"الحوثيين" أبي علي الحاكم، الذي ورد اسمه في بيان أخير لمجلس الأمن الدولي، والذي عبر عن قلق المجتمع الدولي إزاء تحركات الحوثيين.

في المقابل، أفاد المتحدث الرسمي باسم "أنصار الله"، محمد عبدالسلام، في بيان، بأنّ "زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي التقى، مساء أمس، مبعوث الأمم المتحدة، جمال بن عمر، في جلسة ثنائيّة، وخلال اللقاء تمسّك بمطالبه كأولوية لأية نقاشات مع السلطة".

ونقل عبد السلام عن الحوثي قوله إن "كثيراً من المحاولات، التي قامت بها السلطة، في مواجهة الخيارات الثورية الشعبية السلمية، تثبت أنها لا تزال مصرّة على موقفها بعدم الاستجابة للمطالب الشعبية"، معتبراً في الوقت ذاته أنّ "الجرائم الوحشية، التي ارتكبتها السلطة بحق الثوار والمعتصمين سلمياً جرائم بشعة، تكشف عن صورة السلطة القمعيّة، التي لا تحترم النشاط السلمي والتعبير عن الرأي".

واللافت أن عبد السلام لم يتطرق إلى تفاصيل التفاوض حول تشكيل حكومة جديدة ورفع الاعتصامات، مكتفياً بنقل استغراب زعيم الجماعة من "القلق المصطنع لبعض الأطراف الدولية من الحراك الثوري الشعبي"، مؤكداً أن ذلك الحراك "لن يتوقف وسيظل مستمراً".
المساهمون