لم يدر بخلد الصحافي محمد شمسان، وهو أحد الصحافيين المتبقين في العاصمة اليمنية صنعاء، أن إقامة وليمة صغيرة في منزله، قد تودي به إلى أحد السجون الخاضعة لسيطرة الحوثيين في المدينة.
عضو مجلس نقابة الصحافيين، نبيل الأسيدي، شرح خلفيات ما حصل، وقال: "اعتقلته المليشيا بسبب وشاية أحد الموالين للحوثيين، ممن كانوا مدعوين عنده إلى طعام الغداء". وأضاف أن الواشي قام بتسجيل نقاش على مائدة الطعام ينتقد الحوثيين، وسلمها للمليشيا وأحضر الجنود لاعتقال الصحافي محمد شمسان.
وأضحى الصحافيون في صنعاء، والمدن الخاضعة لسيطرة المليشيا يخشون تعرضهم للاختطاف أو الاعتداء بسبب آرائهم الناقدة لانقلاب الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح منذ سبتمبر/أيلول من عام 2014.
وأطلق الحوثيون سراح شمسان، بعد ساعات من احتجازه في أحد مخافر الشرطة التي يسيطرون عليها وسط صنعاء. من جانبها، دانت نقابة الصحافيين واقعة اقتحام منزل شمسان واحتجازه لساعات، معبرة عن قلقها الكبير من تزايد الاستهداف بحق الصحافيين بشكل شبه يومي.
وفي محافظة ذمار (جنوب صنعاء)، اختطف مسلحو الحوثيين، الصحافيين عبدالله المنيفي وحسين العنسي من أحد الشوارع، واقتادوهما إلى جهة مجهولة، فيما حذرت النقابة في بيان لها، من تعريض "المنيفي والعنسي" لأي مكروه، محملة الحوثيين مسؤولية سلامتهم والكشف عن مصيرهما.
كما استنكرت النقابة التهديدات التي تلقاها الصحافي أنيس منصور، رئيس موقع "هنا عدن"على خلفية نشاطه الإعلامي، مطالبة الجهات المعنية بسرعة التحقيق وإحالة الجناة إلى القضاء. وفي السياق، دعت نقابة الصحافيين الجهات المسؤولة في مدينة تعز، التحقيق في واقعة الاعتداء التي تعرض لها الزميل وجدي السالمي من قبل مجهولين وإلقاء القبض عليهم.
وقال السالمي في توضيح على صفحته على "فيسبوك" إن الاعتداء عليه بالضرب حصل من قبل شخصين، أحدهما مسلح بالاعتداء في شارع جمال بمدينة تعز.
إلى ذلك، دانت منظمة مراسلون بلا حدود مقتل المصور لدى تلفزيون اليمن الحكومي أحمد الشيباني الثلاثاء الماضي برصاص قناصة في مدينة تعز. وقتل الشيباني، برصاص قناصة حوثيين أثناء تغطيته المعارك في حي الحصب غربي المدينة، ووثقت عدسات صحافيين لحظة مقتله وهو يعبر بين ضفتي الشارع.
كما دعت المنظمة التي تتخذ من باريس مقراً لها إلى فتح تحقيقات مستقلة في الجرائم التي ترتكبها مختلف أطراف النزاع. من جهتها، شددت مديرة مكتب الشرق الأوسط في المنظمة ألكسندرا الخازن، على ضرورة توخي الصحافيين ووسائل الإعلام الحذر خلال عملهم الميداني.
وطالبت المنظمة بإجراء تحقيقات مستقلة في جميع الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين على الميدان، سواء كانت صادرة عن التحالف العربي أم عن الحوثيين.
وبحسب المنظمة فإن اليمن يقبع في المرتبة 168 (من أصل 180 بلداً) على التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي نشرته مطلع العام الماضي.
اقرأ أيضاً: اليمن:استهداف الصحافيين مستمر