استأنفت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، مساء الأربعاء، المشاورات الثنائية لتشكيل حكومة التوافق المرتقبة بينهما، وذلك على وقع اشتباكات متجددة بين الطرفين بمحافظة أبين، جنوبي البلاد.
وقالت مصادر حكومية لـ"العربي الجديد"، إن المشاورات، التي ترعاها السعودية تنفيذا لاتفاق الرياض، بدأت في فندق الريتز كارلتون، بعد التئام اللجان السياسية والعسكرية المشتركة عقب انتهاء إجازة عيد الأضحى.
وأشارت المصادر إلى أن المشاورات التي مدتها 30 يوما، حسب آلية التسريع التي طرحتها السعودية، سيتم احتسابها ابتداء من اليوم 12 أغسطس/ آب، وليس من 29 يوليو/ تموز الماضي، بهدف تعويض الإجازة الطويلة لعيد الأضحى.
وأكد مستشار الرئيس اليمني وعضو الوفد الحكومي المفاوض، عبدالملك المخلافي، في تغريدة على "تويتر"، بدء المشاورات لتشكيل الحكومة التي كُلف معين عبدالملك بتشكيلها، لافتا إلى أنه من المقرر أن يعلن تشكيلها بعد انتهاء المشاورات وتنفيذ الشقَين العسكري والأمني من الاتفاق المحددة لهما فترة شهر.
بعد ان انتهت إجازة عيد الاضحى المبارك تبدأ المشاورات لتشكيل الحكومة اليمنية التي كُلف د.معين عبدالملك بتشكيلها بموجب قرار رئيس الجمهورية تنفيذًا لاتفاق الرياض، حيث من المقرر ان يعلن عن تشكيلها بعد انتهاء المشاورات وتنفيذ الشق العسكري والامني من الاتفاق المحدد لهما فترة شهر.
— عبدالملك المخلافي(abdulmalik-ALmekhlafi) (@almekhlafi59) August 12, 2020
وسيسعى رئيس الحكومة المكلف، خلال الفترة المحددة للتشاور مع الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ومكونات حضرموت والمهرة وأبين وباقي الأحزاب، من أجل الاتفاق على تسمية مرشحيها لشغل 24 حقيبة وزارية بالمناصفة بين الشمال والجنوب.
وسيتخلل فترة التشاور على الشخصيات التوافقية لشغل الحقائب الوزارية، بدء تحركات عسكرية لإعادة تموضع القوات، حيث نصت آلية التسريع السعودية الجديدة على خروج القوات الانفصالية المدعومة إماراتيا من عدن خلال فترة الـ30 يوما القادمة إلى معسكرات خارج المدينة، بالتزامن مع فضّ مناطق الاشتباك في أبين وإعادتها إلى مواقعها السابقة.
وعلى الرغم من الحراك السياسي الحاصل بالرياض، إلا أن محافظة أبين تشهد توترا عسكريا كبيرا بين الجانبين، مع عودة الاشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، بعد أسابيع من الهدوء النسبي.
وقال مصدر قبلي لـ"العربي الجديد" إن اشتباكات متقطعة وتبادلا للقصف المدفعي شهدتها منطقة الطرية ووادي سلا، مساء الأربعاء، دون معرفة الجهة التي بدأت الخروقات.
يتهم الانفصاليون القوات الموالية للحكومة الشرعية بالتصعيد، وقال متحدثهم العسكري في أبين، محمد النقيب، إن الممارسات الصادرة عمّا يصفها بـ"المليشيا التابعة لحزب الإصلاح" بلغت ذروتها خلال اليومين الماضيين.
اشتباكات متقطعة وتبادل للقصف المدفعي شهدتها منطقة الطرية ووادي سلا، مساء الأربعاء، دون معرفة الجهة التي بدأت الخروقات
وكانت السعودية قد استدعت، الثلاثاء، عددا من الشخصيات اليمنية المثيرة للجدل من جانب الحكومة الشرعية والانفصاليين، بهدف تهيئة الظروف الملائمة لإنفاذ البنود الجديدة من اتفاق الرياض، وخصوصا الشق العسكري، الذي يعتبر المحك الحقيقي لإمكانية نجاح حكومة الشراكة المرتقبة.