اليمنيّون يترقّبون الأسوأ

02 سبتمبر 2015
تحيط بأعمال الإغاثة في اليمن مخاوف شديدة (فرانس برس)
+ الخط -
أشار تقرير جديد لمكتب الأمم المتحدة إلى زيادة عدد النازحين اليمنيين من مناطق الصراع الى أخرى حول البلاد، بمقدار 200 ألف شخص خلال الأسابيع الماضية، ليبلغ إجمالي عدد النازحين 1.4 مليون شخص. وكان تقرير مماثل لمنظمة الصحة العالمية قد أفاد بأن الحرب الدائرة في 20 من 22 محافظة يمنية، تسببت خلال الأسابيع الماضية بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 28 ألفاً و22 مدنياً، من بينهم أربعة آلاف و513 قتيلاً. يُذكر أن 400 طفل هم من بين هؤلاء.

في السياق، تحدّثت منظمات إنسانية مختلفة عن تزايد احتياجات المدنيين من مؤن إغاثية ومواد للإيواء ومساعدات صحية مختلفة، نتيجة استمرار حالة الضعف وتردي الخدمات. وقد أشار تقرير صادر عن منظمة "أوكسفام" البريطانية إلى أن الحرب تخلّف 25 ألف جائع جديد كل يوم، بينما تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) على أنها تقتل أربعة أطفال يومياً.

وتحيط بأعمال الإغاثة في اليمن مخاوف شديدة من جرّاء ارتداد المواجهات المسلحة التي تتقدم فيها القوات الحليفة للرئيس اليمني ضدّ تحالف الحوثي - صالح أخيراً، باتجاه مناطق الوسط والعاصمة صنعاء وما فوقها، حيث الكثافة السكانية عالية والفقر شديد. وقد بدأت عشرات الأسر في العاصمة اليمنية صنعاء تغادرها لتلجأ إلى قرى ومدن أكثر أماناً، تحسباً لمعارك محتملة بعد وصول قوات ومعدات عسكرية تابعة للحكومة الشرعية إلى مناطق قريبة من العاصمة صنعاء. وقد بدأ عدد كبير من سكان العاصمة بتخزين المواد الغذائية والمياه والوقود تحسباً للمعارك أو الحصار. ويأتي ذلك وسط زيادة في الأسعار، بينما يستمرّ أكثر المواطنين بالإنفاق من مدخراتهم بعد صرف ثلاثة ملايين عامل (60% من القوة العاملة) منذ بدء الحرب.

في الوقت ذاته، تشهد مدينة تعز (وسط) أشدّ مراحل الاقتتال بين الطرفين، إذ تُقصَف مناطق مدنية عشوائياً وتتعرّض البنية التحتية الأساسية للدمار في أكبر مدينة يمنية لجهة الكثافة السكانية ومعدلات الفقر. وترتفع على خلفية ذلك، الخسائر البشرية والاحتياجات الإغاثية بعد عجز منظمات الإغاثة عن دخول المدينة للشهر الخامس على التوالي واستمرار نقاط التفتيش على مداخل المدينة وداخل شوارعها.

تجدر الإشارة إلى أن جمعية الهلال الأحمر اليمني توقفت عن العمل في المدينة بعدما احتلّت مقارها ونُهِبت أربع سيارات إسعاف. وكان تقرير للأمم المتحدة قد أشار إلى أن أحد أطراف الصراع تسبب في إغلاق أبرز مستشفى في المدينة "مستشفى اليمن الدولي" الخاص، بسبب إصرار مليشياته على التمترس فيه. وجاء في التقرير الذي صدر أخيراً، أن الأمم المتحدة تجهل مصير 80 جريحاً كانوا يتعالجون في المستشفى، بالإضافة إلى 20 آخرين في غرف العناية المركّزة. أما اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فقد استنكرت تداعي الوضع الصحي في المدينة بسبب عدم سماح الأطراف المتقاتلة بدخول فرق الإغاثة والمساعدات الصحية والإنسانية.

إلى ذلك، تحوّلت محافظة صعدة (معقل الحوثيين) في الشمال، إلى منطقة أشباح بعد نزوح أكثر سكانها إلى محافظات أخرى بسبب كثافة الضربات الجوية التي تستهدفها. أما محافظة عدن في الجنوب، فتشهد تحسناً ملحوظاً في المعيشة إثر دخول مواد الإغاثة إليها بعد شهر ونصف الشهر من خروج المليشيات التابعة للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح. لكن محافظ مدينة عدن يقول إن مواد الإغاثة وصلت فقط إلى 40% من أهالي المدينة الذين قدّرت الأمم المتحدة عددهم بنحو 820 ألف منكوب، مشددة على أنهم يستحقون المساعدة الإنسانية.

وكان المدير التنفيذي لليونيسف أنتوني ليك قد أكد أن الأزمة الإنسانية في اليمن خلال أشهرها الخمسة تجاوزت حدّة الأزمة السورية التي ارتفعت نسبة سكانها المحتاجين إلى إغاثة على مدى السنوات الخمس الماضية إلى 54% من السكان.

11.7 مليوناً بحاجة إلى إغاثة
تواجه منظمات الإغاثة في اليمن تحديات عديدة تعيق عملها في تقديم المساعدة إلى المدنيين المتضررين من العمليات العسكرية. وأبرز التحديات هو ازدياد حدّة القتال وتعطل وصول مواد الإغاثة عبر أهم المرافئ والمنافذ، بالإضافة إلى شح في تمويل المنظمات الذي وصل إلى 298 مليون دولار أميركي، ليشكّل فقط 19% من إجمالي المبلغ المطلوب لإغاثة 11.7 مليون شخص متضرّر بشكل مباشر من الحرب.

إقرأ أيضاً: عدن تنهض.. النازحون يعودون والخدمات كذلك