أعلن مسؤول محلي بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، أن أمير تنظيم "القاعدة"، في مديرية المحفد، التي تعد معقلاً رئيسياً لعناصر التنظيم، توفي متأثراً بجراح أصيب بها بالضربات الجوية الشهر الماضي. جاء ذلك بالتزامن مع إعلان الجيش اليمني عن تحقيقه تقدماً على العديد من المحاور، في جبهات القتال ضد مسلحي تنظيم "القاعدة"، وذلك بعد أربعة أيام من بدء حملته على معاقل التنظيم، في محافظتي شبوة وأبين جنوبي البلاد.
وأوضح محافظ أبين، جمال العاقل، في تصريحات نقلها موقع وزارة الدفاع، أن أمير القاعدة في المحفد، علي أحمد السامل، توفي أمس الخميس، "متأثراً بجراح أصيب بها، جراء الضربات الجوية التي استهدفت عناصر التنظيم بالمحفد في 20 من أبريل/نيسان المنصرم".
وكان نحو 55 من عناصر القاعدة قتلوا، في الضربات الجوية، التي يُرجح أن طائرات أميركية بدون طيار نفذتها، في مديرية المحفد، بالتزامن مع قيام الجيش اليمني بحملة عسكرية فيها منذ أيام.
وفي محافظة شبوة، المجاورة لأبين، أعلن مصدر عسكري أن قوات الجيش تمكنت، مساء اليوم الجمعة، من تدمير سيارتين، وقتل من فيهما من مسلحي "القاعدة"، وذلك من خلال "ضربات محكمة ضد قيادات وأعضاء تنظيم القاعدة في مديرية ميفعة محافظة شبوة"، بحسب المصدر.
وكانت مصادر رسمية أعلنت، في وقت سابق اليوم، أن الجيش تقدم في بلدات بمحافظة شبوة، وقتل خمسة، على الأقل، من عناصر القاعدة ودمر ثلاث سيارات وآليات أخرى.
وفي سياق متصل، ذكر مصدر عسكري لموقع وزارة الدفاع اليمنية أن "وحدات القوات المسلحة شنت في جبهتي المحفد وأحور، في محافظة أبين، هجوماً مكثفاً، اليوم الجمعة، وقصفت مواقع الإرهابيين بالمدفعية وصواريخ الكاتيوشا والدبابات، بالاشتراك مع الطيران وتقدم بري من المشاة ومسلحي اللجان الشعبية".
وحذر الجيش القبائل، في أبين وشبوة، من التستر على مسلحي "القاعدة"، وأكد أنه ستتم ملاحقتهم حتى "تطهير" البلدات منها.
من جهته، بث "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" تسجيل فيديو على شبكة الانترنت، تحت عنوان "حصاد الجواسيس"، يقدم اعترافات أربعة أشخاص قالوا إنهم تعاونوا مع الاستخبارات، ووزعوا شرائح على "سيارات" تابعة للتنظيم لاستهدافها لاحقاً بطائرات أميركية.
وأصدر التنظيم حكماً بإعدام الأربعة بتهم "العمل كجواسيس مع صنعاء"، وقال إن "باب التوبة" مفتوح أمام الآخرين. وكان التنظيم قد أصدر، أمس الخميس، بياناً رد فيه على خطاب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، الذي ألقاه الثلاثاء الماضي، متهماً إياه بقتل مواطنيه، والتفريط بسيادة البلد، وإفشال أية مساع للحوار مع "المجاهدين".
في غضون ذلك، أعلن الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، تأييده العمليات العسكرية ضد "القاعدة"، وحيا "الانتصارات" التي يحققها الجنود والمقاتلون "في مواجهة الجماعات الإرهابية المسلحة، ودك معاقلها في محافظتي أبين وشبوة ومختلف محافظات الجمهورية". وأضاف صالح، في بيان أصدره اليوم الجمعة، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "ندين كل الأعمال الإرهابية، التي تقوم بها عناصر تنظيم القاعدة، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار واستهداف القوات المسلحة والأمن، وكذلك استهداف المنشآت النفطية والغازية وغيرها، في إطار برنامج منظم، واستهداف ممنهج، لتدمير وتفكيك الدولة وجيشها الوطني".
وبدأ الجيش اليمني، مدعوماً بالقوات الجوية ووحدات من الأمن ومسلحي "اللجان الشعبية"، الثلاثاء الماضي، حملة عسكرية موسعة ضد معاقل تنظيم "القاعدة" في محافظتي شبوة وأبين، جنوبي البلاد، وخلال أربعة أيام من المواجهات، قالت وزارة الدفاع إن العشرات من عناصر التنظيم سقطوا بين قتيل وجرح، وأحرز الجيش تقدماً في بعض البلدات التي ينتشر فيها مسلحو التنظيم.