أظهرت نتائج الانتخابات البرلمانية السويدية، فجر اليوم الإثنين، فوز أحزاب اليسار بفارق بسيط على الائتلاف الحكومي، ولكن اللافت كان تقدم حزب "السويديين الديمقراطيين" اليميني المتطرف بحصوله على 12,9 بالمئة من مجموع الأصوات، وهو تقدّم كبير عما كان عليه في الانتخابات السابقة.
وتراجع ائتلاف المحافظين ويمين الوسط الحاكم بنسبة كبيرة جداً وصلت الى حد أن بعض الأحزاب في الائتلاف تخطى بصعوبة عتبة النسبة المئوية المطلوبة للفوز، وكان أكثر الأحزاب خسارة حزب رئيس الحكومة المستقيل فريدريك رانفليت الذي اعترف بهزيمة حزبه وتراجعه بنسبة 7 بالمئة.
وقال رانفليت لأنصار حزبه إن "يسار الوسط حصل على عدد أكبر (في البرلمان) من "التحالف من أجل السويد"، ولذلك سأقدم استقالتي غداً واستقالة حكومتي"، كما أفادت وكالة "رويترز". وأضاف إنه سيستقيل أيضاً من زعامة حزب "الاعتدال"، وهو أكبر حزب في "التحالف من أجل السويد".
الأصوات التي خسرها حزب "الاعتدال" المحافظ بزعامة رانفيلت، ذهبت في معظمها لصالح "الديمقراطيين السويديين"، وهو الحزب الذي أعلنت معظم الأحزاب السياسية بأنها لن تتعاون معه، الأمر الذي وفى به رانفليت الذي كان بإمكانه الاعتماد على أصوات هذا الحزب للاستمرار في الحكم.
أما رئيس حزب "الاشتراكيين الديمقراطيين" ستيفان لوفين، فاعتلى منصة حزبه معلناً الانتصار، رغم أن حزبه لم يتقدم سوى بنصف بالمئة. وهتف أعضاء الحزب فرحين بهزيمة اليمين الحاكم ومهللين لإعادة تأكيد لوفين، وهو المتوقع أن يكون رئيس الوزراء المقبل، بأنه لن يتعاون أبداً مع اليمين المتطرف، وفي الوقت نفسه ترك الباب موارباً لبقية أحزاب الوسط ومن سماهم القوى الديمقراطية.
وأكد لوفين بأن حزبه سيتحمّل مسؤولياته من أجل السويد وبأنه حزب "الجميع وحزب المستقبل وليس حزب العنصريين".
كما شكر سلفه رانفيلت وأكد بأن "الانتصار صنعه أعضاء الحزب والشعب السويدي الذي لم يعد يرغب برؤية المحافظين يحكمونه، والخصخصة قد أرهقته".
وتبقى أمام لوفين مهمة شاقة يبدأها منذ فجر اليوم الإثنين لتشكيل قاعدة برلمانية عريضة، والأهم وبحسب الدستور السويدي المعدّل ألا تكون هناك أغلبية برلمانية معارضة له. وهذا يعني ألا يكتفي بتأييد حزبي اليسار والبيئة، بعدما لم يستطع حزب المبادرة النسوية اليساري تخطي عتبة الأربعة بالمئة لتمثيله في البرلمان.
أما زعيم حزب "الديمقراطيين السويديين" جيمي أكسون فرأى أن حزبه اليميني المتطرف أصبح "سيد اللعبة" السياسية في البلاد.
وأفادت وكالة "فرانس برس" أن أكسون قال أمام حشد من أنصار حزبه في ستوكهولم "نحن الآن أسياد اللعبة المطلقون"، وذلك إثر حلول حزبه في المرتبة الثالثة في الانتخابات. ولاحقاً أدلى أكسون بتصريح لتلفزيون "اس في تي" قال فيه إنه "لا يمكنهم تجاهلنا كما فعلوا في السنوات الأربع الفائتة".
وهكذا ستستيقظ السويد على تغيير حكومة تحتاج للكثير من أجل نيل رضا البرلمانيين والتعامل بحنكة مع أصوات 13 بالمئة ممن صوتوا لحزب اليمين المتشدد. ولوفين رغم أنه أعلن عن عدم تعاونه مع هذا الحزب، إلا أن مهمته ستكون شاقة للتوفيق بين تكتل اليسار والاقتراب من الوسط، فاليسار يملك الآن حوالي 43,6 بالمئة من مجموع أصوات الناخبين، لكن بقية النسب ليست بصفه، ومن هنا ستكشف الساعات المقبلة عن التوجهات الجديدة لرئيس حكومة ليست له تجربة سياسية كبيرة بقدر تجربته النقابية.