أصدرت وزارة الخارجية الأميركية، يوم أمس الأربعاء، بياناً أعلنت فيه عن ضم "جيش المهاجرين والأنصار"، وهو مجموعة مقاتلة تعمل في حلب وريفها شمال سورية، و"حركة شام الإسلام"، وهي حركة جهادية تنشط في جبال محافظة اللاذقية، إلى قائمة الإرهاب.
وأعلن البيان عن إضافة عشرة أسماء إلى قائمة الأشخاص "الإرهابيين" المطلوبين للولايات المتحدة، ثمانية منهم ينشطون في سورية مع كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، أو مع مجموعات أخرى صغيرة تابعة لتنظيم "القاعدة".
و"جيش المهاجرين والأنصار"، هو جماعة جهادية تعمل في حلب وريفها منذ تأسيسها في نهاية شهر آذار/ مارس من العام الماضي، حين انضمت "كتيبة خطاب" و"كتيبة جيش محمد" إلى كتائب المهاجرين المكونة في غالبيتها من مقاتلين شيشانيين، والتي كان يقودها عمر الشيشاني، الذي أصبح منذ أشهر القائد العسكري الأبرز في "داعش".
وقد تم الإعلان عن تأسيس "الجيش" من خلال مقطع فيديو تم بثه على مواقع جهادية وتناقله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر فيه قائد التشكيل حينها، عمر الشيشاني، متوسطاً قائدي الكتيبتين المحليتين، متقدمين عشرات العناصر، في منطقة يعتقد أنها قريبة من مدينة حريتان في ريف حلب الشمالي، بحسب الصور الظاهرة في المقطع.
بعد أشهر قليلة أعلن زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، عن تأسيس "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، ليلتحق به الشيشاني تاركاً "جيش المهاجرين والأنصار"، ليندلع فيما بعد الصدام الشامل بين فصائل الثوار من جهة و"داعش" من جهة أخرى، ويقود الشيشاني عمليات "داعش" في المعارك، في الوقت الذي أخذ فيه "جيش المهاجرين والأنصار" موقف الحياد ليرث فيما بعد معظم مقرات ونقاط تنظيم "داعش" في المناطق التي تمكن الثوار من طرده منها في حلب وريفها.
ويقاتل "جيش المهاجرين والأنصار" حالياً قوات النظام السوري، على خطوط الاشتباك في ريف حلب الشمالي قرب سجن حلب المركزي، وبلدة "حيلان" ومنطقة "العويجة"، وفي محيط الاستخبارات الجوية غرب حلب.
أما "حركة شام الإسلام" فهي جماعة جهادية تعمل في ريف مدينة اللاذقية غرب سورية، تم تأسيسها في منتصف شهر أغسطس/آب من العام الماضي، وتتكون في غالبيتها من مقاتلين من المملكة المغربية، قُتل مؤسسها ابراهيم بن شقرون، والمعروف باسم أبو أحمد المهاجر، أثناء الاشتباكات مع قوات النظام السوري في منتصف يونيو/حزيران الماضي، خلال ما سمي بـ"معركة الأنفال" التي تمكنت خلالها فصائل الثوار بالتعاون مع "حركة شام الإسلام" و"جبهة النصرة" من السيطرة على معبر كسب الحدودي مع تركيا، ومدينة كسب الاستراتيجية قبل أن أن ينسحبا منها في وقت لاحق.
وخلف محمد مزوز، الذي يحمل الجنسية المغربية أيضاً، والمعروف باسم أبو العز المهاجر، إبراهيم بن شقرون، في قيادة الحركة، وتواصل الحركة عملها في جبال الأكراد وجبال التركمان في ريف اللاذقية، وتتواجد مجموعات صغيرة تابعة لها في حلب وريفها.
وكان "جيش المهاجرين والأنصار" و"حركة شام الإسلام" قد أعلنا في بيان مشترك مع "حركة فجر الشام" و"الكتيبة الخضراء" في الخامس والعشرين من يوليو/تموز الماضي عن تأسيس "جبهة أنصار الدين"، التي اعتُبرت وقتها التجمع الذي يضم القوى الجهادية العاملة في الشمال السوري، والتي "اعتزلت" القتال الدائر بين قوات الثوار من جهة وقوات تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة ثانية، مكتفية بقتال قوات النظام السوري، خصوصاً على جبهات القتال في حلب وريفها.