الوصول إلى القدس... لعبة غزيّة قضّت مضاجع الإسرائيليين

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
14 ابريل 2017
7C615A78-1BCA-48E0-9F4D-89AB5F1F5DF5
+ الخط -
لم يتوقّع الفلسطيني، محمد العمريطي، أن تتحول لعبته البسيطة عن "الوصول إلى القدس"، والتي تحمل نفس العنوان، إلى جدل واسع في الإعلام الإسرائيلي، الذي وصفها بـ"الإرهابية". غير أن العمريطي شعر بنشوة الانتصار على المحتل الذي قصف منزله في الحرب الأخيرة على قطاع غزة عام 2014، وأخرى، كانت ثأرًا لدماء أخويه الشهيدين.

"الوصول إلى القدس" لعبة على غرار "السُلم والثعبان" التي تربّى عليها أطفال فلسطين والعالم العربي، قديمًا. تختلف اللعبة شكلاً ومضمونًا، فقد حمل فيها الشاب الغزّي رسائل تدفع في تربية الجيل الناشئ على حب الوطن والقضية الفلسطينيّة، إضافةً إلى "تعزيز الثقافة العسكرية لدى الأشبال"، وفكرة أنه "لا عودة للأراضي المحتلة إلا بالجهاد".

عن بداية فكرة إنجاز اللعبة، يوضح العمريطي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه "منذ سنوات يرى الجيل الناشئ يلهو ويلعب في ألعاب لا فائدة منها ولا أهداف ولا قيم، لذلك بدأ بالعمل على فكرة الوصول إلى القدس بطريقة يستفيد منها الأطفال لتعزيز حب الوطن في عقولهم، وتنشئتهم على حق العودة إلى أراضيهم المحتلة".
ويضيف العمريطي، الذي يبلغ من العمر 33 عامًا، أن الفكرة لم تستغرق معه وقتًا كبيرًا لتنفيذها، غير أنه سعى جاهدًا لتغيير اللعبة المعروفة بـ"السلم والحيّة"، إلى لعبة أشبه بـ"إعداد المقاومة الفلسطينية لتحرير القدس المحتلة والوصول عبر صواريخها العسكرية وخُططها وأنفاقها إلى القدس، عبر تخطي الجنود والعتاد الإسرائيلي".
ويُبين الشاب الغزّي أنه سعى من خلال اللعبة إلى تحقيق شيء من حالة "الثأر لدماء أخويه الشهيدين، اللذين قضيا في الانتفاضة الأولى والثانية تباعًا، عدا عن شقيقٍ آخر مصاب"، موضحًا أنه ليس العمل الوحيد له في محاربة الاحتلال، فقد شارك في عمل فيلم "زوال إسرائيل" في وقت سابق.

ويهدف العمريطي من خلال لعبته إلى "تعزيز حق العودة لدى اللاجئين"، بالإضافة إلى تنشئة الأطفال على حب بلادهم الأصلية، و"تعزيزٍ للثقافة العسكرية وحب الجهاد لديهم، وتعريف الأشبال على أسماء القرى والمدن الفلسطينية المحتلة، وغرسًا لمفهوم أن الجهاد هو طريق العودة إلى الوطن المحتل".
يُشار إلى أن منسّق الحكومة الإسرائيلية، يوآف مردخاي، نشر صورة اللعبة عبر صفحته على "فيسبوك"، وحرّض عليها. فقد علّق بالقول: "هكذا يغرسون العنف والإرهاب في أطفال غزة، اللعبة من إنتاج حماس الإرهابية، مليئة بالصواريخ والأسلحة والعنف، علّموا أولادكم المحبة والتسامح بدلاً من العنف والكراهية".
عدا عن ذلك، تناقل الإعلام العبري الحديث حول لعبة "الوصول إلى القدس". وكان آخرها تقريراً للقناة السابعة الإسرائيلية، يوم الأربعاء الماضي، وصفت خلاله القناة اللعبة بـ"الإرهابية"، وأنها "تحاول تربية أطفال فلسطين على العنف والإرهاب".

غير أن الشاب الفلسطيني العمريطي يرد في حديثه لـ"العربي الجديد"، على ردود الفعل الإسرائيلية تلك بالقول: "يزعمون أن هذه اللعبة تبث الكراهية لدى الجيل الناشئ، أقول لهم ما تقومون به أليس إرهاباً؟ عنما تقتلون الأطفال والنساء والشيوخ وتقصفون البيوت الآمنة، أليس ذلك إرهاباً؟ عندما تعلمون اطفالكم كراهية العرب أليس ذلك إرهاباً؟".
ويلفت العمريطي إلى سعيه لطباعة 10 آلاف نسخة من لعبة "الوصول إلى القدس" لتصل إلى جميع الأطفال الفلسطينيين في غزة، كمحاربة للإعلام الإسرائيلي وما يدعيه بأنها "عمل إرهابي"، مؤكدًا على "ضرورة تربية أشبال القطاع على الشجاعة ومقاومة المحتل لتحرير أراضينا".
أمّا بخصوص سعيه إلى نشرها في الضفة المحتلة، فيشير إلى أنه يجد صعوبة في إيصال اللعبة إلى هناك، مؤكدًا على نيته تطوير اللعبة لتصبح إلكترونية عبر الإنترنت، من أجل "قهر الاحتلال مرة أخرى من خلال وصول اللعبة للفلسطينيين بالضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948".



ذات صلة

الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
المساهمون