يبدو الأمر غريباً أن تكون اليابان ما زالت تمنع مواطنيها من رسم الوشوم على أجسادهم. لهذا البلد مبرّراته، خصوصاً أنّه يربط بين أولئك الذين يرغبون في رسم الوشوم على أجسادهم وارتكاب الجرائم. وهذا الربط ما بين الوشم وعالم الجريمة، يجعل اليابان دولة رافضة كلياً للوشم. في هذا الإطار، لا يعود مستغرباً أن يكون عدد المؤيّدين لهذا الأمر قلّة في البرلمان.
أكيهيرو هاتسوشيكا (47 عاماً) هو عضو في البرلمان، يُعدّ أحد مؤيّدي إجراء تعديل على القانون المتعلّق بالوشم. بحسب صحيفة "جابان توداي"، فقد طرح مجموعة من الأسئلة خلال إحدى جلسات البرلمان على وزير الصحة والعمل والرعاية الاجتماعية ياسوشيسا شيوزاكي، حول القانون المتعلق بالوشم والذي مضى عليه الزمن.
أثار هاتسوشيكا قصّة تايكي ماسودا الذي وُجّهت إليه اتهامات بانتهاك قانون ممارسة الطب الصادر عام 1948 بسبب رسمه الوشوم، خصوصاً أنّ غرز الإبر في الجلد يتطلب ترخيصاً طبياً. أضاف أنّ هذا الشاب الذي يرسم الوشوم لم يعرف الإجراءات الواجب اتباعها لأداء عمله، وقيل له إنّ الطبيب وحده مخوّل القيام بهذا العمل. من جهة أخرى، لفت إلى أنّ الرجل يمارس هذا العمل منذ عقود، لكنّه حرم، اليوم، من أدائه بسبب تلقّيه إشعاراً من الوزارة.
من جهة أخرى، لا يوجد بلد آخر في العالم يفرض على من يرسم الوشوم الحصول على رخصة طبية. على سبيل المثال، يمكن فتح محل للوشوم والحصول على رخصة تجارية، على أن يتوفّر إشراف حكومي عليه. وأشار هاتسوشيكا إلى أنّ هذه هي الفرصة لتعديل القانون. خلال دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها اليابان في عام 2020 سوف يقصد البلاد عدد كبير من الأجانب. على سبيل المثال، في حال جاء لاعب كرة القدم الأرجنتيني، ليونيل ميسي، وذهب إلى "أونسين" (حمام ساخن)، هل تُطلب منه المغادرة بسبب وشومه، أو ارتداء ثياب الغطس لإخفائها؟ "اليابان سوف تتحول إلى أضحوكة حينها"، بحسب هاتسوشيكا.
ولفت إلى أنّ النجوم الشباب في كرة القدم وكرة السلة، الذين رسموا الوشوم على أجسادهم، يؤثّرون في كثير من الناس. لذلك، لا يظنّ هاتسوشيكا أنّ الوشم يعكس صورة سيئة تربطه بالمجرمين. وقد أضاف أنّ هذه القضية ترتبط باحترام التنوّع. "أعتقد أن رجال الأعمال إذا قرروا الذهاب إلى الأونسين على سبيل المثال، قد يتعرّضون لمضايقات أيضاً". لذلك، يسعى وعدد من زملائه في البرلمان إلى تشكيل مجموعة لدراسة مسألة الوشم، وقد اقترح تشريعات لجعل اليابان أكثر انسجاماً مع العصر.