الوحدة مثل أشياء كبيرة جداً

26 فبراير 2018
مقطع من عمل لـ ضياء العزاوي/ العراق
+ الخط -

الوحدة

الوحدةُ ظلال الموت
كانت امرأة تقول لي الوحدة مقيتة
دون رفيقة مثلك
فتاة يافعة تمشي الطريق لأول مرة
ابنتي وحدها
تقول لي شعرتُ بالوحدة يا أُماه!
لا أحد يكلمني ولا أنتِ معي ولا صديقْ!
كلنا هكذا
وحيدون في كل مكان
مُسيرون
مُخيرون
لا ننام يا حبيبة أُمَم الحياة
لا نعرفُ الجدوى يا أُمَّ أُمي
يا حبيبتي نحنا نولد هكذا
تشبهنا الأشجار واقفة
نَحْنُ كلنا لا ننام
الوحدةُ في قلبي
مثل أشياء كبيرة جداً
الوطنُ
يشعرُ بالوحدة
كل الناس يدخلون إليه
ويخرجون
وهو يصمت عن العشقِ
عن الصمت
وعن كل الكلام
■ ■ ■


جسدي ومقام النهاوند

عندما تحدق بعين واحدة
أعلم أنه الغضب
وأنت الموت
تبتعد عنك المرايا
كلها ترتعش
تتكسر

...

أنا لا أحب المحدقين في قلبي
كل شيء سقط
في لحظة واحدة
من نظرة
الجدران
تحوّلتُ إلى ورقة اعتراف
الى أين اختفي؟
لا مفر
حتى تقع
وأنا أذوب

...

لنترك الكون من حولنا
لنرتدي الأقنعة
القبعات
نتكلم
وبعد كل احتلال
تمر فوق جسدي
كأنك مقام النهاوند
في شجنٍ
توقفتَ في حنجرتي
مُدانة أنا
باسم الريح
بحق النخيل
بلون وشاحك الأخضر
سأعترفُ أن الحكايات خاضعة
وكل الوعود تائهة بيننا
لأننا تركنا أجسادُنا عندما اختفى القمر.
■ ■ ■

ضياع

كانَ الليل يكرهُ العاشقين كثيراً
فكلهم ينظرونَ إلى السماءِ
لأن العشق يحرقُ غطاءَ الليل
دُخانهم يتصاعد حتى غطى النجوم

...

لم يبحثوا
لم يكن أحد منهم في ضياعٍ
لم يتركوا للتيه شيئاً
لم يصل أحد منهم إلى ذروتهِ

...

الضياع
حبٌ جديد
تمزقُ قلب
تعبُ الحكايات
تشردٌ وقضية

...

كانَ موتي على جبل موسى
وحبي الذي لم أره بعد
غداء لم يحتفل بيّ
فؤادهُ الساديّ
ولحظة تجمُّع أوجاعي

...

الضياع
أن تشرب كلَ ذُنوبِك
حتى تصبح مشعاً
مثل نيزك على ظهر وردة
كذلك الليل المختمر
كطيفِ حمامة
تغازلُ أوتار الحياة.


*شاعرة من العراق

المساهمون