كثيراً ما تناقش وسائل الإعلام علاقة اللاجئين والمهاجرين السوريين بالهواتف الذكية. بالنسبة إلى معظم هؤلاء، يعدّ الهاتف الذكي أغلى ما يملكون، بحسب موقع "بزنس إنسايدر"، كأنه يربطهم بماضيهم أو يساعدهم على تشكيل حياة أخرى جديدة. لكنّ كثيرين ينتقدون بشدة انتشار الهواتف الذكية بين اللاجئين والمهاجرين، متجاهلين أهميتها بالنسبة إليهم.
هالة لاجئة من حلب، تقول لبرنامج وثائقي أعدّته القناة الألمانية الرابعة تحت عنوان "أطفال على خط المواجهة"، إنّ "الهاتف يحتوي على كل شيء، كل أفراد عائلتي. عالمي هنا".
غادرت هالة منزلها بعد خطف زوجها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية "داعش". سافرت وبناتها عبر تركيا إلى أوروبا. في الوقت الحالي، تعيش في ألمانيا وتخشى عدم تمكّنها من العودة إلى منزلها مجدداً. اليوم، وسيلتها الوحيدة لرؤية زوجها المخطوف هي من خلال صوره المحفوظة على هاتفها. تقول: "لهذا السبب أحمله دائماً. أحمله وكأنني أحافظ على عناوين جميع أفراد عائلتي. هذا الجهاز المعدني هو كل عائلتي".
من جهته، يقول اللاجئ السوري، وائل، لوكالة "فرانس برس"، إنّ "الهواتف تعدّ مهمة جداً خلال رحلات الهجرة، حتى إنها أكثر أهمية من الطعام". أما فراس، فيوضح أنه "كان قد مرّ على ركوبنا القارب نحو 30 دقيقة، قبل أن يتعطل المحرك تماماً. في هذا الوقت، كنا بين تركيا واليونان، وقد عرفت ذلك من خلال برنامج تحديد المواقع على هاتفي". يضيف: "مع سوء الأحوال الجوية، بدأ القارب يغرق، فاتصلت بخفر السواحل بواسطة هاتفي وحدّدت لهم مكان القارب". أيضاً، استعان بهاتفه للوصول إلى جزيرة ليسبوس اليونانية، وقد سبح سبع ساعات.
أسامة الجاسم لاجئ سوري أيضاً، يقول إنّه في كلّ مرّة يتوجّه إلى بلد جديد، يشتري شريحة لهاتفه الخلوي ويشترك في خدمة الإنترنت. يقول لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه لم يكن قادراً على الوصول إلى وجهته من دون هاتفه الذكي. من جهة أخرى، فقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في ربط الناس ببعضهم بعضاً. وهذا أمر مهم جداً، ويمكّن اللاجئين والمهاجرين السوريين من البقاء على اتصال مع أقاربهم، ويمنحهم القدرة على التحكم في رحلاتهم.
يُذكر أنّ في بعض الأحيان، قد يسمح الهاتف الذكي بتقليل الاعتماد على المهرّبين، وإن كانوا يلجؤون بدورهم إلى الإعلان عن خدماتهم من خلال موقع "فيسبوك".