هاشمي عامر.. ما وراء الحجر

02 اغسطس 2020
(من المعرض)
+ الخط -

في العام الماضي، قدّم الفنان الجزائري هاشمي عامر معرضاً بعنوان "غرقى في البحر الأبيض المتوسط" يمثّل امتداداً لتجربته التي توظّف الحروفيات والزخارف وطوابع البريد من خلال أربعين لوحة أتت خلاصة أربعة أعوام من تأملّ عمليات النزوح والهجرة.

تتبع في تلك الأعمال مسار الأحداث التي تتصل بتحطّم العديد من السفن والقوارب ومصرع وإصابة العديد من ركابها الذين يفرّون من موت إلى موت، حين يعبرون من شمال افريقيا باتجاه الشواطئ الإسبانية، والتي تتناقلها وسائل الإعلام على الدوام.

تحتضن "الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي" في الجزائر العاصمة منذ أيام معرضاً افتراضياً للهاشمي عامر، في ظلّ الحجر المفروض نتيجة انتشار فيروس كورونا، إلى جانب فيديو يبرز نشاطه اليومي في مرسمه بمدينة مستغانم وبعض الأعمال التي أنجزها على القماش والورق خلال الفترة الماضية.

(من المعرض)
(من المعرض)

تعكس الأعمال المعروضة الكآبة والعزلة والتحولات النفسية التي يعيشها الإنسان نتيجة الوباء الذي أصاب قرابة ثمانية عشر مليون إنسان، وتسبّب بموت أكثر من ستمئة ألف، من خلال مجموعة بورتريهات تمثّل حالات متعدّدة، إلى جانب لوحات حول الطبيعة الصامتة.

يسعى عامر الذي بدأ مشواره الفني في الثمانينيات، إلى التجديد في فن المصغّرات والمنمنمات وتقديمها بتقنيات عدّة، مثل الألوان المائية والزيتية والغواش، مقترباً في تنفيذها من اتجاهات ومدارس معاصرة، مثل البوب آرت والملصقات الدعائية، حيث يمزج في أعماله بين البعد التقليدي والحداثة.

 يُذكر أن هاشمي عامر ولد في مدينة حجوط، وحاز شهادة في الدراسات الفنية العامة من "المدرسة الوطنية للفنون الجميلة" بالجزائر العاصمة عام 1981 قبل أن ينضم إلى عدد من ورشات الرسم مع تشكيليين معروفين، وفي عام 1985 تحصل على الدبلوم الوطني لدراسات الفنون الجميلة تخصص "المنمنمات" تبعه بكالوريا في الدراسات العليا من الأكاديمية المركزية للفنون التطبيقية بكين في 1988.

وقد شارك في العديد من المعارض الفردية والجماعية في الجزائر وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وإيران وفنزويلا وإسبانيا وبولندا والصين.

المساهمون