النيران تلتهم قرية مصرية... احتراق 250 فداناً وإصابة العشرات

15 ساعة كاملة، هي الفترة التي استغرقتها قوات الحماية المدنية المصرية لإخماد الحرائق المشتعلة في محافظة الوادي الجديد بسبب الرياح، منذ ليل أمس الجمعة، وقد قضت على نحو 250 فداناً، والآلاف من أشجار النخيل، فضلاً عن إصابة العشرات من الأهالي بمناطق عين الرحمة، وعين الشيشلانة، وعين النبق بقرية الراشدة.

وتسببت الحرائق في اشتعال منازل متاخمة عدة بعد إخلائها من السكان، كما تفحم مركز رياضي للشباب، ومدرسة للمرحلتين الإعدادية والثانوية، ووحدة صحية بالقرية، وسط غياب تام لأجهزة الدولة خلال الساعات الأولى لنشوب الحرائق، الأمر الذي أثار حفيظة رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مذكرين بواقعة إرسال مصر طائرات لإطفاء حرائق اندلعت داخل إسرائيل عام 2016.

وبعد اشتعال الحرائق بنحو تسع ساعات، قرر وزير الدفاع المصري، الفريق محمد زكي، الدفع بأربع مروحيات "هليكوبتر" للمساعدة في إخمادها، صباح اليوم السبت، بعد أن طاولت ثلاث عزب بقرية الراشدة بمركز الداخلة، وأتت على مساحات هائلة من الزراعات، ومزارع النخيل، ما أجبر أهالي القرية على ترك منازلهم بعد امتداد الحريق إليها.

وحسب محافظ الوادي الجديد، اللواء محمد الزملوط، فإن الحرائق المشتعلة التهمت مئات الأفدنة، وانتقلت إلى بعض المنازل، ما دفع المحافظة إلى فرض طوق أمني بمحيط المنازل، وإقامة عازل ما بين القرية والمزارع لحماية الأهالي من ألسنة اللهب التي تصاعدت نتيجة شدة الرياح، علاوة على إخلاء الوحدة الصحية بالقرية من المرضى والعاملين بها قبيل وصول النيران إليها.

واستعانت محافظة الوادي الجديد بماكينات "بحاري" و"نقالي"، و9 سيارات "فنطاس" لسحب وضخ المياه من القنوات المائية، بالإضافة إلى نحو 15 عربة إطفاء من مراكز الخارجة والداخلة وبلاط لإخماد الحرائق، التي أسفرت عن إصابة 37 مواطناً، ما بين حروق واختناق وجروح، من بينهم 4 أفراد شرطة، يتصدرهم مدير إدارة الحماية المدنية بالمحافظة.

وصرحت وكيلة وزارة الصحة بالوادي الجديد، السيدة مشرف، أن جميع الحالات (المرضى) نقلت إلى مستشفيات مركز الداخلة لإسعافها، بعد رفع حالة الطوارئ القصوى بها، مشيرة إلى وضع بعض الحالات تحت الملاحظة الدقيقة، ومنها دخول جسم غريب إلى عين وقدم إحداها، وتعرض حالة أخرى لحروق من الدرجة الأولى، وحالتين لجروح في الركبة والقدم.

وأفاد رئيس الإدارة العامة للدفاع المدني، اللواء محمد كمال، بأن وحدات الإطفاء تلقت تعزيزات لمنع وصول النيران إلى المناطق السكنية المتاخمة للمزارع المشتعلة، لافتاً إلى أن مصلحة المياه الجوفية والري بالمحافظة بدأت في تشغيل جميع الآبار الزراعية بنطاق القرية، لإمداد سيارات الإطفاء بالمياه للسيطرة على الحرائق.

وحسب التصريحات الرسمية، فإن الحرائق بدأت على مساحة محدودة، غير أن تزايد سرعة الرياح وتغير اتجاهاتها أديا إلى انتشارها على مساحات زراعية كبيرة، والاقتراب من المناطق السكنية، ما استدعى الدفع بعدد 30 سيارة إطفاء من محافظتي أسيوط وسوهاج القريبتين، للمشاركة في أعمال إطفاء الحريق الأكبر بتاريخ محافظة الوادي الجديد.