النور البارد الذي تركته لي

13 فبراير 2016
(كارلوس أغواساكو)
+ الخط -

رأيتُ مُخطَّطَ ظلِّي
رأيتُ مُخطَّطَ ظلِّي
ماذا لو أن العمر يلوي الزمنَ الجامد الذي تقطّع اليوم إرباً، ويبطش به
بتكشيرة عادية وغادِرة؟

هرعتُ للميدان، كانت الشمس تغلي
على بكائي المراق هناك، في غيابي
وأنين الناس الخافت
سرق منِّي، دون أسفٍ، توبتي

دخلتُ البيتَ، هناك مات الشاعر
لكن البيت كان فارغاً،
لم يكن هناك بقايا،
ولا ذلك الملاك الذي ققز يوماً من أذنه
استطاع أن ينتظر

ثم استحال رماداً
عناقي الذي يحتضن العزلة.

(مرثية للشاعر ويليم بيلتران مستوحاة من "مزمور 17 - رأيتُ جدران وطني" لـفرانسيسكو دي كيبيدو)


عندما أتوقَّفُ لأحدَّقَ في صُوري

عندما أتوقَّفُ لأحدِّقَ في صوري
وأرى الطريقَ عبر وجهي المسافر
متاهةَ خطواتي
وقَدَري
وحسن حظِّي بأني لم أسقط

صورٌ، لقطاتُ، تصويراتٌ وهيئات
ضوءٌ متجمِّدٌ من الطفولة
صورةٌ محفوظةٌ من النسيان.
هل يُمكن أن تكون أسوأ؟
أتساءل.

أستهلك نفسي
وكحبلٍ
أُمنحُني لمن يشنقني

ماتت إرادتي
أقول لها
لا تعاني
تعالي
وضعي نقطة نهائية لوجودي.

(مستوحاة من "سونيت1 - عندما أتوقّفُ لأتأمَّل حالي" لغارسيلاسو دي لا فيغا)


محفورة في روحي تكشيرتك الباردة
محفورة في روحي تكشيرتُكِ الباردة
الأبردُ في وجهك وبها تطعنيني
وهي الإيماءة التي تضعينها في قصائدي
بعيداً عني،
بعيداً 
ومن بعيد.

هنا أنا وسأبقى
لأحفظ غيابك
والنور.. النور البارد الذي تركته لي
في جهلي، في سذاجتي، في براءتي
هديَّةً لموتي القريب.

لم أولد إلا لأحبّك
الجرح الذي تركتِه في روحي
فصَّل ألمي على مقاسك.

أدين لكم بكل هذا الألم
أعترف
هذا الألم الذي يغمرني وحدي
من أجلك
عليَّ أن أرحل
بعيداً عنك،
بعيداً،
من بعيد.

(مستوحاة من "سونيت 5، إيماءاتك مكتوبة في روحي" لغارسيلاسو دي لا فيغا)

* Carlos Aguasaco شاعر كولومبي من مواليد بوغوتا عام 1975. من أعماله: "أتحدث مع الملاك" 2003 و"ليالي السائر"، 2010، كما حرر مجموعة من الأنطولوجيات الشعرية.

** ترجمة عن الإسبانية: غدير أبو سنينة 


اقرأ أيضاً:
 كتاب الحِرَف الحزينة

المساهمون