النقل البري في سورية... مغامرة مكلفة

11 ابريل 2016
ارتفاع تكلفة النقل في سورية(فرانس برس)
+ الخط -
أصبح التنقل بالنسبة للعائلات السورية مكلفاً جداً خلال الفترة الأخيرة. فقد ازدادت كلفة النقل البري 20 ضعفاً عن السابق، نظراً لارتفاع المخاطر، وارتفاع أسعار الوقود. كما أن تراجع الليرة السورية المخيف ترك أثراً أيضاً على كلفة النقل الجوي، والذي يعتبر أقل خطورة من النقل البري، لكنه غير متاح للجميع. واقع يدفع عددا كبيرا من العائلات السورية إلى ملازمة مناطقهم حتى لو ارتفعت درجة الخطورة والقصف إلى مستويات لا يمكن تحمّلها، بحيث تعجز عن التنقل في سورية وكذا اللجوء إلى خارجها.
يقول عامر المحمد، من الرقة: "سافرت مع عائلتي من الرقة إلى دمشق، ومن دمشق إلى بيروت بواسطة "شاحنة نقل ركاب"، وقد وصلت كلفة الرحلة إلى ما يقارب 450 ألف ليرة سورية، أي نحو 500 دولار أميركي، فيما لم تكن كلفة السفر من الرقة إلى بيروت تصل إلى أكثر من 100 دولار لخمسة أفراد".
وعن أسباب هذا الفارق الكبير في سعر النقل، يجيب المحمد: "إن الحرب وخطورة الطريق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الوقود أشعلت أسعار النقل، ناهيك عن الرشاوى التي يتم دفعها لحواجز النظام".
حسن العودة، شاب من منطقة البو كمال التابعة لمحافظة دير الزور، يؤكد أن السفر بات مغامرة شاقة، ويقول: "أصبح السفر مكلفاً وشاقاً، فأصحاب الشاحنات والسيارات التي تقل المسافرين، يتحكمون بالأسعار، خاصة عندما ندخل إلى دمشق، فهناك قد يطلب منّا أجراً أعلى من الأجر المتفق عليه. ناهيك عن الرشاوى التي ندفعها للحواجز والتي بدورها تفرض على كل فرد مسافر أياً كان عمره مبلغاً معيناً عليه دفعه".
يروي جوان غانم، من القامشلي، عن رحلة سفره، فيقول: "سافرت منذ 6 أشهر من القامشلي إلى دمشق بواسطة الطائرة، ومن دمشق سافرت إلى لبنان، ووصلت كلفة التذكرة عبر أجنحة الشام إلى 30 ألف ليرة، أي ما يقارب 70 دولاراً، بينما وصلت تكاليف السفر من دمشق إلى بيروت 40 ألف ليرة أي 80 دولاراً".
يؤكد أبو محمد، سائق تاكسي على خط الشام – بيروت، أن السائقين ليس لديهم أي دور في تحديد الأسعار، ويقول: "لا علاقة لنا كسائقين بغلاء أسعار النقل البري، فنحن نطلب التسعيرة بحسب أسعار الوقود وبحسب الوجهة التي يقصدها الراكب". ويضيف: "غيّرت الحرب كل شيء. قبل الحرب كنا نتقاضى بين 50 و60 دولاراً للرحلة بين الشام وبيروت، أما اليوم فبات السعر أضعاف ما كان عليه. فهناك رسوم إضافية على التنقل بين سورية ولبنان، بالإضافة إلى الوقت الطويل الذي يقضيه المسافر عند الحدود بانتظار الحصول على تأشيرة الدخول، ما يزيد من كلفة السفر بشكل كبير".



المساهمون