الفضة من المعادن التي يمكن أن تجدها بسهولة في تونس، كونها جزءاً أساسياً من ثقافة الناس، خصوصاً النساء اللواتي يحرصن على ارتداء الحليّ من الفضة للزينة. ولحسن الحظ، ما زال هناك إقبال على شراء الفضة في البلاد، وإن كانت حرفة تقليدية.
تعدّ الفضة في تونس من أبرز وأهم المعادن الثمينة لصناعة حلي النساء، خصوصاً في القرى والأرياف. وتختلف أحجامها ونقوشها واستخداماتها من منطقة إلى أخرى. وتتميز بطابعها الأمازيغي في الأساس. ولا يمكن للنساء الاستغناء عنها، ليس بسبب انخفاض سعرها مقارنة بالذهب فحسب، بل لتاريخها ورمزية أشكالها (الخمسة والخلال وناب الجمل) وغيرها من أبرز وأعرق أشكال الحلي الأمازيغي، والتي لم تستطع القطع الحديثة، على الرغم من رونقها وجمالها، القضاء عليها. والمدينة العتيقة في العاصمة تعد واحدة من بين أعرق وأقدم المناطق المعروفة بانتشار محال حرفيي النقش على الفضة قرب سوق البركة، أي سوق الذهب والحلي. عدد الحرفيين في السوق قليل ولا يتجاوز العشرات. وعلى غرار العديد من المناطق، حافظ الحرفيون على النقش على الفضة بأساليب تقليدية.
يقول عبد الحميد (59 عاماً)، وهو أحد أقدم حرفيي النقش على الفضة، لـ "العربي الجديد": "النقش على الفضة يعد من بين أقدم الحرف في تونس، والتي امتهنها مئات الحرفيين منذ ظهورها". تعتمد على "العَرف" أو "المعلم" أي صاحب الورشة الذي يُعلم الحرفة لبعض الشباب، ويكون غالباً قد ورثها عن أبيه أو جدّه. والحرفة عبارة عن أعمال صغيرة تتوزع بين الحرفيين. هناك من يصهر الفضة على النار ويطبعها في قوالب ويحفرها أو ينقشها، ليقوم آخر بترصيع الحجارة.
يضيف عبد الحميد أنّ الحلي المصنوعة من الفضة تختلف أشكالها وأحجامها من منطقة إلى أخرى، إذ تتزين النساء في الأرياف والبادية بحلي كبيرة الحجم؛ كونهن يرتدين لباساً قروياً تقليدياً، فيما تتزين النساء في المدينة بحلي من الفضة أصغر حجماً. لكنّها تتشابه في التفاصيل التي تميز الحلي التونسية، خصوصاً الزخارف الأمازيغية والأندلسية، ومعظمها عبارة عن أشكال لنباتات من شجرة الزيتون أو النخيل أو الياسمين وغيرها. وتتمثل معظم أشكال الحلي في "الخمسة" و"الخلال" و"ناب الجمل" و"العين" و"تانيت" وغيرها من الأشكال التي قد تكون موجودة أيضاً في الجزائر أو المغرب.
اقــرأ أيضاً
وتستخدم تلك الحلي من الفضة أساساً في المناسبات، على غرار حفلات الزفاف أو المناسبات الدينية. وكانت غالبية العائلات تدخرها؛ نظراً لقيمتها المادية التي ترتفع كلما صارت القطع أقدم. وتتزين بها النساء والفتيات من مختلف الطبقات؛ لارتباطها بموروثات ومعتقدات تشير إلى أنّ الفضة تمنع الحسد والشر. وفي السوق قطع من الفضة يفوق ثمنها حتى الحلي من الذهب، نظراً لوزنها والنقوش اليدوية.
من جهته، يوضح معتز الرحالي، الذي يعمل في النقش على الفضة منذ أكثر من ربع قرن، لـ "العربي الجديد": "تبدأ عملية الزخرفة والنقش على قطعة الحلي الفضية عبر رسم النقش وأشكال الزينة بواسطة قلم فولاذي مخصص للنقش على الفضة. وبواسطة المطرقة، ينقر الحرفي على القلم الحاد بحذر حتى يحفر النقوش ويحدد الشكل المطلوب. كما تستخدم في النقش على الفضة أدوات مختلفة، على غرار المطارق الحديدية الخفيفة الصغيرة، وأقلام فولاذية للحفر، إضافة إلى الأحماض التي تستخدم في التلوين".
يضيف الرحالي أنّ "زخرفة الفضة تعتمد أساساً على الحفر والنقش، أو الحفر البارز الذي يحدث ثقوباً في قطع الحلي لتشكيل الزخارف. وتتطلب تلك التقنيات مهارة عالية للرسم الدقيق بواسطة أدوات يدوية بسيطة من دون استخدام الآلات الحديثة للنقش، فيما تتطلب حذراً خلال النقش بالمسمار أو القلم والمطرقة؛ حتى لا تنكسر القطعة أو تتفتت إذا لم يكن الدق بحركات خفيفة. وقد تستغرق بعض القطع يومين من النقش الدقيق".
وتعدّ مدن الجنوب وبعض المناطق في الساحل من أهم مراكز صناعة الحلي في تونس. ويمكن التمييز بين حلي هذه المدن من خلال تقنيات صياغتها وأشكال الحلي فيها والزخرفات، لا سيما تلك القروية التي تختلف من منطقة إلى أخرى. ويتشكل مجموع الحلي النسائية من الفضة في العديد من المناطق الريفية في الغالب من أقراط وضفائر وتاج وخلالات وصدريات وخلاخل وغيرها من التي تتزين بها العروس خلال حفل زفافها. ويمكن أن يبلغ سعر بعض الحلي من الفضة 500 دولار أو أكثر، خصوصاً تلك النادرة التي لم يعد العديد من الحرفيين قادرين على صناعتها أو نقشها. وعلى الرغم من رونق الذهب، إلاّ أنّ بعض النساء، خصوصاً في مناطق الشمال والجنوب التونسي، يفضلن الفضة على الذهب؛ نظراً لقيمته ورمزيته التاريخية، بحسب الرحالي.
اقــرأ أيضاً
وحرص العديد من الحرفيين في تونس على الحفاظ على حرفة النقش على الفضة التي لا تشمل الحلي فقط، إذ توسعت استخدامات الفضة لتشمل الأواني المنزلية وإبريق الشاي والأطباق وبعض التحف. وهذه تصنع وتنقش يدوياً، حتى باتت أثاثاً نادراً يعرض في بعض المعارض التونسية. وما زال هناك العديد من المحلات في تونس التي يتخصص الحرفيون فيها في فنّ النقش على الفضة فقط.
يقول عبد الحميد (59 عاماً)، وهو أحد أقدم حرفيي النقش على الفضة، لـ "العربي الجديد": "النقش على الفضة يعد من بين أقدم الحرف في تونس، والتي امتهنها مئات الحرفيين منذ ظهورها". تعتمد على "العَرف" أو "المعلم" أي صاحب الورشة الذي يُعلم الحرفة لبعض الشباب، ويكون غالباً قد ورثها عن أبيه أو جدّه. والحرفة عبارة عن أعمال صغيرة تتوزع بين الحرفيين. هناك من يصهر الفضة على النار ويطبعها في قوالب ويحفرها أو ينقشها، ليقوم آخر بترصيع الحجارة.
يضيف عبد الحميد أنّ الحلي المصنوعة من الفضة تختلف أشكالها وأحجامها من منطقة إلى أخرى، إذ تتزين النساء في الأرياف والبادية بحلي كبيرة الحجم؛ كونهن يرتدين لباساً قروياً تقليدياً، فيما تتزين النساء في المدينة بحلي من الفضة أصغر حجماً. لكنّها تتشابه في التفاصيل التي تميز الحلي التونسية، خصوصاً الزخارف الأمازيغية والأندلسية، ومعظمها عبارة عن أشكال لنباتات من شجرة الزيتون أو النخيل أو الياسمين وغيرها. وتتمثل معظم أشكال الحلي في "الخمسة" و"الخلال" و"ناب الجمل" و"العين" و"تانيت" وغيرها من الأشكال التي قد تكون موجودة أيضاً في الجزائر أو المغرب.
وتستخدم تلك الحلي من الفضة أساساً في المناسبات، على غرار حفلات الزفاف أو المناسبات الدينية. وكانت غالبية العائلات تدخرها؛ نظراً لقيمتها المادية التي ترتفع كلما صارت القطع أقدم. وتتزين بها النساء والفتيات من مختلف الطبقات؛ لارتباطها بموروثات ومعتقدات تشير إلى أنّ الفضة تمنع الحسد والشر. وفي السوق قطع من الفضة يفوق ثمنها حتى الحلي من الذهب، نظراً لوزنها والنقوش اليدوية.
من جهته، يوضح معتز الرحالي، الذي يعمل في النقش على الفضة منذ أكثر من ربع قرن، لـ "العربي الجديد": "تبدأ عملية الزخرفة والنقش على قطعة الحلي الفضية عبر رسم النقش وأشكال الزينة بواسطة قلم فولاذي مخصص للنقش على الفضة. وبواسطة المطرقة، ينقر الحرفي على القلم الحاد بحذر حتى يحفر النقوش ويحدد الشكل المطلوب. كما تستخدم في النقش على الفضة أدوات مختلفة، على غرار المطارق الحديدية الخفيفة الصغيرة، وأقلام فولاذية للحفر، إضافة إلى الأحماض التي تستخدم في التلوين".
يضيف الرحالي أنّ "زخرفة الفضة تعتمد أساساً على الحفر والنقش، أو الحفر البارز الذي يحدث ثقوباً في قطع الحلي لتشكيل الزخارف. وتتطلب تلك التقنيات مهارة عالية للرسم الدقيق بواسطة أدوات يدوية بسيطة من دون استخدام الآلات الحديثة للنقش، فيما تتطلب حذراً خلال النقش بالمسمار أو القلم والمطرقة؛ حتى لا تنكسر القطعة أو تتفتت إذا لم يكن الدق بحركات خفيفة. وقد تستغرق بعض القطع يومين من النقش الدقيق".
وتعدّ مدن الجنوب وبعض المناطق في الساحل من أهم مراكز صناعة الحلي في تونس. ويمكن التمييز بين حلي هذه المدن من خلال تقنيات صياغتها وأشكال الحلي فيها والزخرفات، لا سيما تلك القروية التي تختلف من منطقة إلى أخرى. ويتشكل مجموع الحلي النسائية من الفضة في العديد من المناطق الريفية في الغالب من أقراط وضفائر وتاج وخلالات وصدريات وخلاخل وغيرها من التي تتزين بها العروس خلال حفل زفافها. ويمكن أن يبلغ سعر بعض الحلي من الفضة 500 دولار أو أكثر، خصوصاً تلك النادرة التي لم يعد العديد من الحرفيين قادرين على صناعتها أو نقشها. وعلى الرغم من رونق الذهب، إلاّ أنّ بعض النساء، خصوصاً في مناطق الشمال والجنوب التونسي، يفضلن الفضة على الذهب؛ نظراً لقيمته ورمزيته التاريخية، بحسب الرحالي.
وحرص العديد من الحرفيين في تونس على الحفاظ على حرفة النقش على الفضة التي لا تشمل الحلي فقط، إذ توسعت استخدامات الفضة لتشمل الأواني المنزلية وإبريق الشاي والأطباق وبعض التحف. وهذه تصنع وتنقش يدوياً، حتى باتت أثاثاً نادراً يعرض في بعض المعارض التونسية. وما زال هناك العديد من المحلات في تونس التي يتخصص الحرفيون فيها في فنّ النقش على الفضة فقط.