النفط يرتفع 2% و"أوبك" متشائمة لبقية العام

16 اغسطس 2019
توقعات بزيادة معروض الخام عام 2020 (Getty)
+ الخط -

فيما ارتفعت أسعار النفط ما يزيد عن 2% اليوم الجمعة، قدمت "أوبك" توقعات متشائمة لسوق النفط للفترة المتبقية من عام 2019، مع تباطؤ النمو الاقتصادي وسلطت الضوء على تحديات 2020 في الوقت الذي يضخ فيه المنتجون المنافسون المزيد من الخام، ما يبرر الإبقاء على اتفاق تقوده أوبك لكبح الإمدادات.

وتعافت الأسعار من انخفاضات سجلتها على مدى يومين بعد أن أظهرت بيانات زيادة مبيعات التجزئة الأميركية، ما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن حدوث ركود في أكبر اقتصاد في العالم.

وبحلول الساعة 9:24 بتوقيت غرينتش، ارتفع سعر برميل خام برنت 2% إلى 59.48 دولارا، بعدما انخفض 2.1% أمس الخميس و3% الأربعاء. وزاد الخام الأميركي أيضا 2% إلى 55.6 دولارا بعدما تراجع 1.4% الخميس و3.3% الأربعاء.

وأظهرت بيانات أمس الخميس ارتفاع مبيعات التجزئة الأميركية 0.7% في يوليو/ تموز في الوقت الذي اشترى فيه المستهلكون مجموعة من السلع، لكنهم خفضوا مشترياتهم من السيارات.
جاء ذلك بعد أن شهدت الأسواق العالمية موجة بيع عقب انقلاب عائد سندات الخزانة الأميركية للمرة الأولى منذ يونيو/ حزيران 2007، وهو تطور عادة ما يُنظر إليه كمؤشر ذي مصداقية على ركود وشيك.

كما ارتفعت أسواق الأسهم اليوم مع تنامي توقعات بإقدام بنوك مركزية على تقديم المزيد من التحفيز مما طغى على أثر المخاوف بشأن تباطؤ النمو العالمي. لكن من المرجح ألا تزيد المكاسب بعد صدور بيانات هذا الأسبوع شملت انخفاضا مفاجئا لنمو الإنتاج الصناعي في الصين لأدنى مستوى في 17 عاما، بجانب هبوط للصادرات دفع اقتصاد ألمانيا صوب الانكماش في الربع الثاني.

وما زال سعر برنت مرتفعا نحو 10% هذا العام بفضل تخفيضات الإنتاج التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء مثل روسيا، المجموعة المعروفة باسم "أوبك+".

واتفقت "أوبك+" في يوليو/ تموز على تمديد تخفيضات إنتاج النفط حتى مارس/ آذار 2020 لدعم أسعار النفط. لكن مساعي أوبك تقوضها المخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، وكذلك ارتفاع مخزونات الولايات المتحدة من الخام وزيادة إنتاج النفط الصخري الأميركي.

توقعات "أوبك" 2019 - 2020

هذا وقدمت "أوبك" اليوم الجمعة، توقعات متشائمة لسوق النفط للفترة المتبقية من عام 2019، مع تباطؤ النمو الاقتصادي وسلطت الضوء على تحديات 2020 في الوقت الذي يضخ فيه المنتجون المنافسون المزيد من الخام، ما يبرر الإبقاء على اتفاق تقوده أوبك لكبح الإمدادات.
وفي تقرير شهري، خفضت "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2019 بمقدار 40 ألف برميل يوميا، وأشارت إلى أن السوق ستسجل فائضا طفيفا في 2020.

والتوقعات المتشائمة التي ترجع إلى تباطؤ الاقتصاد في ظل النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي قد تعزز مبررات "أوبك" وحلفاء مثل روسيا للإبقاء على سياسة خفض الإنتاج لتعزيز الأسعار. وبالفعل، لمح مسؤول سعودي إلى اتخاذ خطوات أخرى لدعم السوق.

وقالت "أوبك" في التقرير: "بينما تبدو توقعات العوامل الأساسية للسوق متشائمة نوعا ما لبقية العام، بالنظر إلى ضعف النمو الاقتصادي، والمشكلات التجارية العالمية الجارية وتباطؤ نمو الطلب على النفط، يظل من المهم المتابعة الوثيقة للتوازن بين العرض والطلب ودعم استقرار السوق في الأشهر المقبلة".

وذكرت أن الطلب على نفطها سيبلغ في المتوسط 29.41 مليون برميل يوميا العام المقبل بانخفاض 1.3 مليون برميل يوميا مقارنة مع العام الجاري. لكنها رفعت توقعات 2020 بمقدار 140 ألف برميل يوميا مقارنة مع التوقعات الصادرة في الشهر الماضي.

وقالت "أوبك" إن إنتاجها النفطي في يوليو/ تموز انخفض 246 ألف برميل يوميا إلى 29.61 مليون برميل يوميا مع تعزيز السعودية لخفض الإنتاج أكثر مما يتطلبه الاتفاق. وعلى الرغم من هذا، ما زال إنتاج أوبك يزيد عن مستوى الطلب المتوقع في 2020.

ويشير التقرير إلى أنه سيكون هناك فائض في المعروض في 2020 بمقدار 200 ألف برميل يوميا إذا واصلت أوبك ضخ النفط بالمعدل المسجل في يوليو/ تموز وظلت بقية العوامل متساوية.

وذكرت وكالة "إنترفاكس" للأنباء نقلا عن مصدر اليوم الجمعة، أن إنتاج النفط في روسيا زاد إلى متوسط قدره 11.32 مليون برميل يوميا في النصف الأول من أغسطس/ آب. وتعهدت روسيا بخفض الإنتاج 228 ألف برميل يوميا من المستوى الذي ضخته في أكتوبر/ تشرين الأول 2018 البالغ 11.41 مليون برميل يوميا.
المساهمون