سجلت أسعار النفط مكاسب لافتة يوم الأربعاء، حين ارتفع سعر برميل العقود الآجلة لخام برنت 95 سنتاً أو 1.52%، ليبلغ عند التسوية 63.48 دولاراً، كما زاد سعر العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف 1.20 دولار أو 2.25% مسجلاً 54.63 دولاراً.
وجاء هذا الارتفاع بنهاية التعاملات اليوم، بعد ساعات على ثناء الرئيس الأميركي دونالد ترامب على السعودية لمساعدتها في خفض أسعار النفط، فيما تزايدت الضغوط من أجل فرض عقوبات أكثر قسوة على البلد الحليف، في منطقة الشرق الأوسط بعد مقتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
وفي تغريدة على "تويتر"، شكر ترامب الرياض على انخفاض أسعار النفط في الآونة الأخيرة وحثّ على مزيد من الهبوط في الأسعار، مشبهاً الأمر "بخفض ضريبي كبير" قد يدعم الاقتصادين الأميركي والعالمي.
وانتقد ترامب ارتفاع أسعار النفط مراراً، كما انتقد دور "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك)، بشأن خطط إنتاجها وضغط على السعودية المنتج الكبير من أجل التحرك.
وارتفعت أسعار النفط أكثر من 1% اليوم الأربعاء، لكنها ظلت تنخفض لأسابيع. وهوت الأسعار يوم الثلاثاء بعد تقرير عن انخفاض غير متوقع في مخزونات الخام بالولايات المتحدة.
وقال ترامب: "أسعار النفط تنخفض. رائع! هذا شبيه بخفض ضريبي كبير لأميركا والعالم. هنيئا! 54 دولاراً، كانت للتو 82 دولاراً. شكراً للسعودية، لكن لنخفض أكثر".
Twitter Post
|
وتعهد ترامب يوم الثلاثاء بأن يظل "شريكاً راسخاً" للسعودية، رغم قوله إنه "قد يكون من الوارد جداً" أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كان لديه علم بخطة قتل خاشقجي الشهر الماضي.
توقعات "غولدمان ساكس"
وتوقع مصرف "غولدمان ساكس" في مذكرة اليوم الأربعاء، أن تظل أسواق النفط شديدة التقلب في الأسابيع المقبلة، علماً أنها تعافت قليلاً اليوم الأربعاء، بعدما هوت بأكثر من 6% في اليوم السابق في أحجام تداول كثيفة.
وقال البنك في المذكرة: "سيحتاج الأمر إلى عامل محفز أساسي كي تستقر الأسعار ويصبح التداول أعلى في نهاية الأمر"، مضيفاً أن مثل هذا الحافز سيشمل أدلّة ملموسة على أن إنتاج أوبك ينخفض "على نحو متلاحق"، والمزيد من الأدلة على متانة الطلب.
وفيما تحث "أوبك" المنتجين المستقلين، ومنهم روسيا، على المشاركة في خفض الإنتاج بين مليون و1.4 مليون برميل يومياً، قال البنك إن انهيار الأسعار مجدداً يعكس "مخاوف بشأن تخمة المعروض في 2019، وموجة بيع على نطاق أوسع للسلع الأولية والأصول مع استمرار تنامي المخاوف بشأن النمو".
وقال البنك الاستثماري إن حدوث انهيار حادّ في الطلب، أو غياب خفص في إنتاج "أوبك"، سيشكل تهديداً رئيسياً لتعافي الأسعار من المستويات الحالية، مضيفاً أنه "برغم أن كليهما مستبعد، نشعر بقلق أكثر تجاه العامل الثاني، حيث يؤدي مثل هذا التحول إلى انخفاض أسعار النفط على نحو مستدام".
المخزونات الأميركية
وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية اليوم الأربعاء، أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة ارتفعت 4.9 ملايين برميل إلى 446.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أوائل ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وشكلت الزيادة نمواً للأسبوع التاسع على التوالي، في أطول موجة ارتفاع منذ مارس/ آذار 2017.
وكانت آخر مرة تنمو فيها مخزونات الخام لتسعة أسابيع على التوالي، بين 6 يناير/ كانون الثاني 2017 و3 مارس/ آذار 2017.
وقالت الإدارة، إن مخزونات الخام في مركز التسليم في كاشينغ في ولاية أوكلاهوما، هبطت بمقدار 116 ألف برميل.
وأظهرت بيانات الإدارة، أن معدل استهلاك المصافي ارتفع بمقدار 423 ألف برميل يومياً، وزاد معدل تشغيل المصافي 2.6 نقطة مئوية.
وهبطت مخزونات البنزين بمقدار 1.3 مليون برميل إلى 225.3 مليون برميل، مقارنة مع توقعات محللين في استطلاع للرأي أجرته "رويترز"، بانخفاض قدره 198 ألف برميل. والمستوى الجديد هو الأدنى منذ ديسمبر/ كانون الأول 2017.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أن مخزونات نواتج التقطير، التي تشمل الديزل وزيت التدفئة، هبطت بمقدار 77 ألف برميل، مقارنة بتوقعات بانخفاض قدره 2.8 مليون برميل.
وارتفع صافي واردات الخام الأميركية الأسبوع الماضي، بمقدار 183 ألف برميل يومياً.
عدد الحفّارات
وخفضت شركات الطاقة الأميركية عدد الحفارات النفطية، هذا الأسبوع، للمرة الأولى في 3 أسابيع مع هبوط أسعار النفط لأدنى مستوى في أكثر من عام.
وقالت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة اليوم الأربعاء، في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، إن عدد الحفارات النفطية النشطة في أميركا انخفض 3 حفارات في الأسبوع المنتهي في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني، ليصل العدد الإجمالي إلى 885 حفاراً.
وبعد زيادة متواضعة بلغت 5 حفارات في الربع الثالث من العام، أضافت شركات الطاقة 22 حفاراً منذ بداية الربع الأخير.
وعدد الحفارات النفطية النشطة في أميركا، وهو مؤشر أولي للإنتاج مستقبلاً، مرتفع عن مستواه قبل عام عندما بلغ 747، مع قيام شركات الطاقة بزيادة الإنفاق هذا العام لتعزيز الإنتاج للاستفادة من صعود الأسعار.